سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"التوازن العنكبوتي" يحكم أسعار الفواكه والخضراوات.. وخبراء: ارتفاع أسعارها العام الماضي تسبب في التوسع في زراعتها وتدهور أسعارها خلال الموسم الجاري.. والحل في "الزراعة التعاقدية"
على مدار عدة أسابيع شهدت أسعار الليمون والموز ارتفاعًا جنونيًا، وهو ما ظهر في أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حيث ارتفعت أسعار الليمون بنسبة 62.7% والموز بنسبة 32.5% خلال شهر مايو الماضي، لكن في المُقابل شهد موسم المحاصيل الصيفية، من الفواكه والخضراوات، انهيارًا واضحًا في الأسعار وهو ما دفع بعض الفلاحين للجوء إلى أصحاب مزارع الماشية لتصريف تلك المحاصيل. نقيب عام الفلاحين ويُرجح خبراء الزراعة تدني أسعار معظم الفواكه والخضراوات الصيفية إلى ما يُسمى ب"التوازن العنكبوتي"، حيث يتم إنتاج سلع معينة بكميات أكبر من حاجة الناس فتتراكم في الأسواق وينخفض سعرها فيحجم المنتجون عن إنتاجها في الفترات والأعوام التالية لتجنب الخسارة، فيندر وجودها وترتفع أسعارها فيزيد المنتجون من إنتاجهم في الأعوام التالية، ضاربين المثل بارتفاع أسعار البطيخ والفلفل العام الماضي وهو الأمر الذي دفع الكثير من المزارعين إلى التوسع في زراعتهم هذا العام لدرجة جعلت من أسعارهم متدنية. ويقول حسن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن انخفاض أسعار الكثير من الفواكه والخضراوات خلال الفترة الحالية يعود إلى كثرة المعروض، الناتج إما عن زيادة المساحات المزروعة من المحصول أو كثرة المستورد منه في الأسواق، مُضيفًا أن الشائعات بإصابة بوجود فيروسات بالخضراوات أيضًا أثرت على بعض المحاصيل كالطماطم ما تسبب في قلة الطلب عليها، كما أن زيادة الاستيراد في بعض المحاصيل تسبب في انخفاض أسعارها كما في حالة الأرز. ويوضح أبو صدام ل"البوابة نيوز"، أن عدم وجود دورة زراعية ونظام للزراعة التعاقدية في مصر يجعل من العملية الزراعة "حسب الأهواء" على حد قوله، مؤكدا أن ارتفاع أسعار محصول معين خلال العام الحالي سيدفع المزارعين لزراعته بكثرة خلال الموسم المقبل مما سيتسبب في تدهور أسعاره، مُشيرًا إلى أنه عندما يكون جني محصول أكثر تكلفة من عملية بيعه يدفع المزارعين إلى تصريفه إلى أصحاب المزارع ليكون بديلًا لأعلاف المواشي. جمال صيام ويقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن ارتفاع أسعار بعض الفواكه والخضراوات العام الماضي دفع الفلاحين إلى التوسع في زراعة مساحات أكبر منها خلال العام الجاري، وبالتالي انخفاض أسعارها بعد زيادة المعروض منها، منوهًا بأن توعية المزارعين بآلية عمل الأسواق والمحاصيل المتوقع رواجها وتسريع الدولة لخطتها في بناء المراكز اللوجستية لتداول الخضراوات والفواكه والتأمين على المحاصيل هي الحلول الأمثل للتغلب على تلك الأزمة. ويُتابع صيام ل"البوابة نيوز"، أنه بالرغم من انخفاض أسعار الكثير من الفواكه والخضراوات لدى المزارعين، إلا أن المواطن لا يشعر أحيانًا بهذا الانخفاض لأن أسعارها تكون مرتفعة في الأسواق، وذلك لتعدد "الوسطاء" بين المزارع والمستهلك النهائي، حيث إن التجار وأصحاب المحال في أسواق التجزئة يقومون بتحميل تكاليف نقل المحصول وإيجار محالهم بالكامل على المحصول، وبالتالي يقومون ببيعها للمستهلكين بأسعار مرتفعة للحفاظ على هامش ربح كبير.