معرفة الكتب الأكثر مبيعًا في معرض الكتاب بوصلة تكشف لنا حركة الثقافة المصرية، من أين أتت وإلى أين تتجه، وتعطينا معلومات ذات دلالة عن نوعية الكتب التي تتجه إليها القوة الشرائية، إنها ك "الترمومتر" الذي نقيس به مدى ثقافة المجتمع ومدى رغبته في أن تكون لديه ثقافة. لذلك حرصت "البوابة نيوز" - أثناء جولتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والأربعين - على استطلاع آراء أصحاب المكتبات ودور النشر والقائمين فيها على التوزيع والمبيعات، لعلها تخرج بحصيلة من الإجابات توضح لها الكتب الأكثر مبيعًا. في البداية دخلنا جناح دار الشروق، وفيها أكد محمود سيف، مسؤول المبيعات بالدار، أن رواية الفيل الأزرق ل "أحمد مراد" تحقق رواجًا وانتشارًا لدى الجمهور، وهي مرشحة لجائزة "بوكر" العربية، ويتم تحويلها الآن إلى فيلم سينمائي بطولة كريم عبد العزيز. وتابع سيف: رواية عزازيل للكاتب يوسف زيدان ما زالت تحظى بإقبال واضح وبالأخص لأنها حصلت قريبًا على جائزة أفضل رواية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وفي إطار الأكثر مبيعًا تأتي كذلك رواية "المرحوم" ل "حسن كمال"، وقال سيف كذلك: في الدين تجد كتب الراحل محمد الغزالي رواجًا بين القراء مثل كتبه: هذا ديننا، تراثنا الفكري، الغزو الثقافي، كما أن كتاب "بحار الحب عند الصوفية" للكاتب الصحفي الراحل أحمد بهجت من الكتب الأكثر مبيعًا، وفي هذا السياق يأتي أيضًا كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للعلامة "عبد الرحمن الكواكبي" تحقيق وتقديم الدكتور محمد عمارة. وأضاف سيف: تحظى كتب الأدب الساخر بانتشار لافت وهي محببة لدى القارئ، لأنها تحمل قدرًا من المرح وتضفي الابتسامة على الشفاه، ومن كتب الأدب الساخر التي تجد لدينا رواجًا كتاب "قصر الكلام" للراحل جلال عامر، و"أول مكرر" لهيثم دبور، و"عايزة أتجوز" لغادة عبد العال. ويتفق العاملون في مكتبة "المجموعة الدولية" مع دار الشروق في أن رواية "الفيل الأزرق" لمؤلفها أحمد مراد من الكتب الأكثر مبيعًا في المعرض، تليها رواية "تراب الماس" لنفس المؤلف، ومن الكتب الأكثر مبيعًا - بحسبهم أيضًا - "موسوعة العنف في الحركات الإسلامية المسلحة" للقيادي الإخواني المنشق مختار نوح، وكتاب "حقائق غائبة" للمرشح الرئاسي السابق الفريق حسام خير الله، وما زالت كتب العقاد وتوفيق الحكيم تنال إعجاب الجمهور فيقبلون على شرائها لأن الأدب الحقيقي يظل خالدًا رغم تعاقب الأيام والسنوات. وأكد أحمد عبد الحافظ، مندوب التسويق في مكتبة العبيكان، أن الكتب الدينية هي الأكثر مبيعًا ولا يزال كتاب عائض القرني "لا تحزن" قادرًا على جذب المشترين، فقد تم توزيع عشرة ملايين نسخة منه ويظل هو الأكثر مبيعًا على مستوى الشرق الأوسط، ورغم أنه قد مرّ عليه نحو 12 سنة لكنه ما زال يحافظ على رونقه. ويخبرنا أحمد عبد العزيز، مدير الحسابات في مكتبة زهراء الشرق، أن كتب الأدب الساخر تلفت أنظار القراء، وعلى رأسها كتاب "كيف تصطادين عريسًا" لأسامة الفقي، و"إكرام الزوج دفنه" لنفس المؤلف، وقال عبد العزيز: من الكتب الأكثر مبيعًا كذلك سلسلة "أسرار الجمال للمرأة" لخبيرة التجميل الدكتورة أمل الفقي، وكتاب "كوكب النفايات" وهو مجموعة قصص للأطفال ألّفها الأديب مكاوي سعيد، وهي حاصلة على جائزة في معرض الشارقة للكتاب عام 2013، ومن الكتب التي تلقى رواجًا في قسم التاريخ "الأصول في أخبار من نزل مصر من ذرية الرسول". وأكد حسن طلعت مدير العلاقات العامة بمكتبة مصر، أن روايات عبد الحميد جودة السحار وأعمال يوسف السباعي لا تزال تحظى بإقبال جمهور المعرض، ولاحظت "البوابة نيوز" في جناح مكتبة مصر إقبالًا خاصًا على كتب الراحل الدكتور مصطفى محمود. أما دار "نهضة مصر" فقد أقبل فيها الرواد والزبائن على مذكرات الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وهي بعنوان "كلمة السر"، وتحكي تفاصيل مهمة عن الفترة بين هزيمة عام 1967 وانتصار أكتوبر 73، وكتاب "مشير النصر.. مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 73" للكاتب الصحفي مجدي الجلاد. ويؤكد هيثم حسن، مدير المبيعات في دار "نون" للنشر والتوزيع، أن الأكثر مبيعًا لديهم هي كتب الرعب والخيال العلمي، ومن روايات الرعب التي تحقق أرباحًا للدار "الممسوس" لمحمد عصمت، و"عزيف" لعمرو المنوفي و"يو إف أوه" لنفس المؤلف، ومن الأدب العادي رواية "ترنيمة سلام" لأحمد عبد المجيد، وهي مرشحة ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد، والمجموعة القصصية "الغرباء" لعمرو الجندي وهي ضمن الأدب السيكودرامي. ويؤكد أحمد عاطف، وهو عامل في مكتبة "تنمية"، أن الروايات هي الأكثر مبيعًا وعلى رأسها رواية "الفيل الأزرق" لأحمد مراد، و"الأسود يليق بك" لأحلام مستغانمي، و"عزازيل" ليوسف زيدان. أما محمد حسني، مندوب التوزيع في مكتبة "ابن سينا"، فيفاجئنا برأيه إذ يقول: الكتب الأكثر مبيعًا في المعرض هي الكتب الأقل في سعرها، وعامة زوار المعرض يأتون إليه لأن فيه خصومات على الكتب، ولنا في ذلك تجربة رائدة حيث نبيع بعض المجلدات المهمة والقديمة بسعر رمزي خمسة جنيهات، ويمكن القول إن الكتب الدينية بشكل عام تحظى بإقبال واسع.