ورثت عن والدتها التدبير المنزلي، وكذا حبها لإعادة تدوير الأشياء القديمة، ومن ثم إحياءها، فحفزها والدها بتوفير الخامات اللازمة لاستغلال موهبتها الفطرية، فوصلت بالتعلم والتدريب، لاحتراف إعادة تدوير الأحذية، والرسم، وهكذا تعلمت من دون معلم، فن المصغرات، الذى يصف مدى حبها للتراث الريفى والصعيدي، بأدوات وخامات بسيطة ومن البيئة. هى «مى عبدالنبى معوض»، (24 عاما)، حاصلة على بكالوريوس تجارة، وتقيم بمدينة أهناسيا بمحافظة بنى سويف، تقول: «منذ طفولتى كنت أحب الرسم، والاعتناء بالأشياء حولي، وكانت والدتى تحفزتى دائما، لأنها كانت ترى أنى نموذج مصغر منها، فكنت أسلك نفس سلوكها، وأتعامل برؤيتها فى الحياة ربما هى الوراثة، بينما كان والدى يرى فىّ مشروع طفلة مبدعة فكان يوفر لى كل متطلباتى التى تنمى موهبتى فى الرسم وكذا إعادة تدوير الأشياء». تضيف «مى»: «كنت أتطور فى كل مراحل حياتى العمرية، ومع كل مرحلة تعليمية كانت قدراتى الإبداعية تزداد، حتى تخرجت فى الجامعة، وما يثير سعادتى أنى استطعت رسم البورتريه دون تعلم من أحد». وتضيف: «بيتى متكدس بالأشياء الجميلة التى أداوم على إحيائها بإعادة التدوير، حتى إنى لم أدع شيئا تالفا إلا وقد أحييته من جديد، وكلما صنعت شيئا أعرضه على صفحتى الخاصة، لأعلم المنتمين للمجال، كما أننى لا أربح ماديا، وربحى هو مدح الناس فى أعمالى وإعجابهم بموهبتي». وتابعت: «أنا سعيدة لأنى أول من أعاد تدوير الأحذية، وهذا بالنسبة لى إنجاز، لأن الحذاء بيكون هالك، ولا يصلح للاستعمال، وإعادة تدويره بالنسبة لى كأنى اشتريت واحدا حديثا من المحل، وتوضح كيفية إعادة تدويره، باستخدام الأقمشة التى تواكب الموضة العصرية، وكذا الغراء الأبيض ومسدس الشمع، فكلها أدوات وخامات بسيطة تسهل ممارسة هوايتها، التى لا تعوقها صعوبة فى تنفيذها؛ لأن دافعها الأول فى ممارستها هو الحب والشغف». وتستطيع إعادة التدوير، فتصنع من الأشياء البالية أشياء أخرى جميلة، فمثلا تصنع سرير أطفال من الأقفاص، بإضافة خامات بسيطة لتكمل جمالها، لكن ما يعوقها هو غلاء أسعار الخامات والمنتجات، كما أنها لم تتوافر فى بلدتها، وتتمنى من القائمين على المشروعات الصغيرة بالدولة وكذا المسئولين الاهتمام بالفنانين ومحترفى الأعمال اليدوية للنهوض بالمبدعين الصغار وترويج أعمالهم الفنية الإبداعية. وتختتم ابنة الصعيد كلامها: «أنا بعتبر نفسى مميزة وفنانة فى أول المشوار، وأستطيع استخدام كل الخامات وتذليلها لتجسيد أشياء فنية غاية فى الجمال، فأنا اعتدت أن أنفذ ما أريده بطاقتى الإبداعية، فأنا استطعت احتراف فن المصغرات حيا وليس تعلما من أحد، وأتمنى أن أشارك بأعمالى فى معارض فنية فى مصر وخارجها».