سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التوتر والخوف في امتحانات الثانوية العامة.. خبراء نفسيون: الإفراط بالسهر يزيد من حدة القلق للطلاب.. وممارسة الرياضة الخفيفة والاستيقاظ مبكرا يساعدان على تقليله
في أيام امتحانات الثانوية العامة يزداد إحساس الطلاب بالقلق والتوتر، وشدة الأعصاب، لا سيما أولياء الأمور، الذين يصفون تلك الفترة بكابوس اليقظة. التوتر والقلق المصاحب لامتحانات الثانوية العامة، تكمن أسبابها كونها فصيلا قويا في حياة ومستقبل الطالب، إذ إنها تنهي مرحلة التعليم قبل الجامعة ليبدأ بعد الطالب مرحلة التعليم العالي، ومن هنا تشكل تلك الفترة ضغوطا على الطالب الذي يحلم بتحقيق طموحاته في الالتحاق بإحدى كليات القمة حسبما تتجه رغبته. في هذا السياق، يقول اللواء دكتور، جمال فرويز الاستشاري بالأكاديمية الطبية العسكرية، وأستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: إن التوتر في أيام الامتحانات هو شيء طبيعي تماما والشخص الذي لا يتوتر أيام الامتحانات هو شخص غير طبيعي، ولكن يجب أن يكون هذا التوتر في الإطار الطبيعي حتى يكون إيجابيا لكن إذا زاد عن حده فإنه يصبح سلبيا تماما، حيث إن العصبية الزائدة أو التوتر الزائد يمكن أن يوهم الشخص بشكل كبير بحيث إنه يجعله يشعر بفقدان الذاكرة وأنه لا يعرف شيء من المنهج الدراسي. وأكمل "فرويز"، أن الكثير من الطلاب يعانون من حالات الهلع والرعب في فترة الامتحانات ويمكن أن يرجع هذا إلى الضغوط التي يتعرضوا لها سواء من قبل الأهل أو من أنفسهم شخصيا وقد يخطئ الأهل في مقارنة إبنهم مع أبناء أقاربهم ويتطلعون أن يصل إلى ما وصلوا إليه مثلا وهو أمر غاية في الخطورة، حيث إن كل إنسان له إمكانياته وقدراته التي تتيح له فرص الآخرين من عدمها، لذلك فإنه على أولياء الأمور تخفيف العبء النفسي على الطالب ومعرفة إمكانياته التي يستطيع التعامل من خلالها إلى جانب معرفة الأسباب التي تزيد من توتره وإبعاده عنها، كما أنه على الطالب نفسه أن يخفف من حدة الضغط على نفسه وأن يتعامل مع الأمور بصورة معتدلة حتى يستطيع التركيز والمذاكرة. وأردف "فرويز" أنه على الطالب أن يقوم بالعديد من الأمور التي من الممكن أن تساعد في تخفيف حدة القلق والتوتر أيام الامتحانات وأن يحاول أن لا يتسبب في مشكلات لنفسه بسبب توتره، فمثلا يجب على الطالب أن يقوم بتحديد السؤال الذي أجاب عليه بعلامة على ورقة الأسئلة حتى لا ينسى أي أسئلة لم يجيب عليها في نهاية الامتحان، كما أن معظم الضغط بالنسبة للطالب الطبيعي يكون قبل يوم الامتحان وبعد أول امتحان، وبعدها يبدأ الضغط في الاختفاء تدريجيا، مع تعامل الطالب بالشكل الطبيعي في الامتحان، كما أن النوم يعتبر عاملا مهما بالنسبة للطالب حيث إنه يساعد في التركيز أثناء الامتحان، وقد يرى بعض الطلاب أنه يمكن أن يقضي ليلة الامتحان دون مذاكرة حتى يستفيد من الوقت ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن المعلومات التي تم مراجعتها في هذا الوقت لا قيمة لها والمذاكرة دون نوم تسبب النسيان. وتقول مروة حسن، استشاري العلاقات الأسرية: إنه على الطالب أن يكون حريصا كل الحرص على أنه يبعد نفسه عن أي سبب من أسباب القلق والتوتر وأن يكون الطالب على القدر الكافي من المسؤولية تجاه نفسه، وأن يبعد نفسه تماما عن أصدقائه السلبيين الذين لا يفكرون بالطرق السليمة، كما أنه يجب أن يأخذ الطالب القسط الكافي من الراحة خاصة مع زيادة ضغوط الامتحانات، وأن يركز في أوقات المذاكرة، وإن كانت أقل من أوقات الراحة والاسترخاء وفي حال شعور الطالب بحدوث أي تغيرات سلبية عليه فإنه يجب أن يقوم بتغيير نمطه أو مكانه في المذاكرة مباشرة، حيث إن ذلك يساعد في استعادة التركيز. وأكملت "مروة"، أنه على الرغم من أن مناقشة الموضوعات الدراسية مع الزملاء مفيد إلى حد كبير لكنه أيضا يمكن أن يتسبب بالعديد من المشكلات، حيث إن كل طالب له طرق خاصة في التفكير والمذاكرة والمقارنة بالآخرين تزيد من فرص التوتر والضغط العصبي، هذا إلى جانب أن هناك بعض الأمور التي تقلل من القلق والتوتر مثل ممارسة بعض الرياضة الخفيفة لتنشيط الجسم والاستيقاظ مبكرا في أيام المذاكرة وتأمل شروق الشمس والإفطار الجيد ومراجعة الامتحان بعد إنهائه بصورة جيدة.