تعمل مصر بوتيرة متسارعة من أجل السيطرة على المشكلات التي تهدد البيئة وعلى رأسها منظومة النظافة وإدارة المخلفات، الأمر الذي برز في وضع المخاطر البيئية وحلولها ضمن الخطط الاستراتيجية بعيدة المدى، كذا وضعها على رأس الخطوات من أجل تحقيق التنمية المستدامة وصياغة البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الذي يسعى لدعم منظومة النظافة والعمل على الاستثمار في المخلفات بشكل كامل ليكون موردا اقتصاديا بدلا من كونه عبئا على كاهل الدولة. وفي هذا الإطار نجحت مصر في القضأء على واحدة من أكبر مشكلات التلوث التي ظلت على مدى عشرات السنوات مصدرا رئيسيا للتلوث في مصر، وبشكل خاص في محافظات الدلتا وهي السحابة السوداء التي كانت تنتج عن حرق قش الأرز. واختفت السحابة السوداء بعد أن وضعت وزارتا البيئة والزراعة برنامجا توعويا حول مخاطر حرق قش الأرز، ووفرت البدائل لعملية الحرق بالاستفادة من القش اقتصاديا كعلف للماشية بإضافة مادة السيلاج من مخلفات عسل القصب ليصبح علفًا مركزًا ذا قيمة غذائية عالية للماشية التى تدر الألبان أو للتسمين أو سماد عضوى ذى فائدة كبيرة للأرض والمحاصيل الزراعية أو كوقود فى مصانع الأسمنت أو فى صناعة لُب الورق أو صناعة الخشب الحبيبى حتى وصل سعر الطن من قش الأرز إلى ألف جنيه، كل ذلك انعكس على انخفاض أعداد المخالفات التى كانت تحرر للفلاحين الذين يحرقون قش الأرز من 11 ألف مخالفة عام 2017 إلى 6 مخالفات فقط في 2018، وبدلا من عمليات الحرق التي كانت تستمر قرابة الثلاثة أشهر نجح الفلاحون في الاستفادة اقتصاديا من قش الأرز بدلا من حرقه لتختفي السحابة السوداء التي خيمت على الأجواء من الدلتا حتى قلب العاصمة القاهرة على مدى عقدين كاملين. وتشير الأرقام الصادرة عن جهاز شئون البيئة، أن وزارة البيئة اتفقت مع 3 شركات كبرى متخصصة فى تجميع المخلفات الزراعية وشرائها من الفلاحين، كما استعانت ب 1200 شاب كمتعهدين لشراء القش بدلًا من الشركات الثلاث الذين بدأوا فى تنفيذ المشروع وكان المتعهد يشترى القش ب200 جنيه للفدان ثم ارتفع السعر إلى 800 جنيه إلى أن وصل إلى ألف جنيه للطن الواحد، حيث ينتج الفدان 2 طن من القش، وبلغت كميات القش التى تم تجميعها من مزارع الأرز العام الماضى 200 ألف طن قدمت وزارة البيئة 9 ملايين من الجنيهات لتحويلها إلى سماد عضوى وأعلاف للماشية. كما اتفقت وزارة البيئة مع الهيئة العربية للتصنيع لإنتاج مفارز لكبس قش الأرز، وبالفعل تم تصنيع 200 مفرمة تم توزيع 75 منها على محافظات الوجه البحرى المعروفة بزراعة الأرز و125 أخرى على محافظات الوجه القبلى بدءا من بنى سويف حتى أسوان لفرم حطب الذرة وقش القصب وبذور القطن بدلًا من حرقها أيضًا. وعلى صعيد متصل أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، أن نجاح حصار ظاهرة حرق قش الأرز يقضي على 34% منو مشكلة السحابة السوداء، في حين تمثل المقالب العشوائية وانبعاثات المصانع وعوادم المركبات الجانب الأكبر، مشيرة ألى أن الوزارة وضعت خطة بالتعاون مع وزارات الزراعة والتنمية المحلية والداخلية من أجل القضاء نهائيا على السحابة السوداء بداية من فحص عوادم المركبات وانبعاثات المصانع، كما وقعت اتفاقية مع 3 مصانع من أكثر المصانع الملوثة ب 25 مليون جنيه، كما نعمل على إنشاء محطات للصرف الصناعي والتقليل من الأملاح.