المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم. اتفق جورج أبيض والشيخ سلامة حجازى على توحيد فرقتهما بناء على اقتراح عبدالرازق عنايت، عقب أزمة تعرض المسرح المصرى فى 1914 إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى وما تبعه من إعلان الأحكام العرفية فى مصر، وذلك دعما لجهودهما فى مواجهة هذه الأزمة، وكان مسرح برنتانيا بالقاهرة مقرا للفرقة الجديدة، واستهلت الفرقة نشاطها وقدمت مسرحية «صلاح الدين الأيوبي»، وجسد جورج أبيض شخصية ريتشارد. نص الائتلاف بين الفرقتين على أن تقدم كل فرقة ليلة عرض خاصة بها وتخصص الليلة الثالثة لعمل مشترك بين الفرقتين مما يخلق حالة من التنافس بينهما، حيث اكتفى بتقديم أعماله القديمة من بينها «أوديب»، «مدرسة الأزواج»، «لويس الحادى عشر»، «قيصر وكليوباترا»، «هناء المحبين»، «الشيخ متلوف»، «ثارات العرب»، «مضحك الملك»، «صلاح الدين الأيوبي»، «تليماك» وغيرها، حتى قدمت مسرحية جديدة بعنوان «الحاكم بأمر الله» تأليف إبراهيم رمزي. قدم الثنائى موسما متميزا بدار الأوبرا الخديوية فى 1916، مجموعة من المسرحيات الجديدة وهى «قلب إمرأة»، «مدام سان جين»، «فى سبيل الوطن» وغيرها، ورغم كل هذه الجهود التى بذلتها الفرقة على مواصلة نشاطها إلا أنها لاقت صعوبات عدة بسبب تصادم أعضاء الفرقتين حول أمورها الفنية، إلا أن الطرفين قد فشل فى التوفيق بينهما، مما اضطر كل من الطرفين للانفصال فى ذلك العام، الذى دام إلى عامين، وأصبح لكل منهما فرقته الخاصة ليقدم كل منهما أعماله المسرحية الخاصة به. وصف حجازي، بالصوت الذهبى لبراعته فى الغناء وصوته العزب، ذلك الصوت الذى خرج من عباءة عبقرى الموسيقى الفنان سيد درويش، الذى غنى لأول مرة على مسرح سلامة حجازي، وقال عنه سيد درويش: «هذا هو خليفتي»، قدم حجازى مجموعة من الأغانى من بينها «صوت الحمام ع العود»، «بسحر العين تركت القلب هايم»، «سلوا حمرة الخدين»، وغيرها، أطلق اسمه على شارع الحوض المرصود بالقاهرة، بينما قدم أبيض العديد من الأعمال المسرحية المترجمة إلى جانب المؤلفة طوال عشرين عاما، إلى أن دعته الحكومة التونسية فى 1921 ليشرف على تأسيس فرقتها القومية.