المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم. أرسل الخديو عباس الفنان اللبنانى جورج أبيض فى بعثة إلى فرنسا لدراسة فن المسرح فى 1904، وذلك عقب مشاهدته فى مسرحية «البرج الهائل»، وعاد من فرنسا على رأس فرقة فرنسية بعنوان «جورج أبيض» وقدمت موسمين فى 1910 الأول فى مسرح الهمبرا فى الإسكندرية والثانى بمسرح الأوبرا فى مجموعة من المسرحيات بينها «لويس الحادى عشر»، «طرطوف»، «الأب ليبونار»، وغيرها، وبعد ذلك حل هذه الفرقة الفرنسية فى 1912، وأنشأ فرقته العربية وقدمت موسمها الأول بدار الأوبرا فى ذلك العام بمسرحية «جريح بيروت». ضمت فرقته الجديدة التى كونها فى 1917، كلا من عبدالرحمن رشدي، محمد عبدالقدوس، عمر وصفي، فؤاد سليم، دولت أبيض، وقدمت موسما مسرحيا ناجحا بدار الأوبرا، عاد مرة أخرى إلى مصر فى 1929، بعد الرحلة الذى خاضها مع فرقة يوسف وهبى استمرت لمدة عامين بدأت من الشام، العراق، أمريكا الجنوبية، حيث شارك فى تأسيس معهد التمثيل الحكومى فى 1930، وكان الأستاذ الأول لمادة التمثيل لمدة عامين، حتى عاد إلى تكوين فرقته مرة أخرى فى 1932 لم تحقق نجاحا مشهودا. كان من رواد السينما حيث قدم أول فيلم غنائى مصرى وهو فيلم «أنشودة الفؤاد» فى 1932، من تأليف لازار، وقصة سيناريو حوار خليل مطران، شارك فى العمل زكريا أحمد، جورج، نادرة، عبدالرحمن رشدي، ليان دارفيل، وغيرهم، شغل هذا العمل حيزا من اهتمامات الفن السابع والحياة الغنائية والموسيقية، ولا أحد يعرف أين ذهبت نسخته الأصلية. وانتخب ليصبح أول نقيب لنقابة الممثلين للمسرح والسينما فى 1943، وانضم إلى هيئة التدريس بالمعهد العالى للفنون المسرحية بعد افتتاحه، وعين بعد ذلك مديرا عاما للفرقة المصرية الحديثة 1952- 1953، حيث شارك فى العديد من الأعمال المسرحية «نابليون»، «أوديب»، «عنترة»، «تاجر البندقية»، «الحاكم بأمرالله»، «الضحايا»، «العرائس»، «يوليوس قيصر»، «مدرسة الأزواج»، «أبطال المنصورة»، وغيرها من العروض، «عاصفة على بيت وسفينة نوح» فى 1952، «حور محب»، «البدوية»، «عطيل»، «عدو الشعب»، وغيرها من الأعمال التى جعلته يحفر اسمه بين أعلام ورواد المسرح العربي.