تشعر اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر الليبي، بالقلق إزاء استمرار القتال في مدينة "سبها" الواقعة في جنوب غرب البلاد وفي مناطق أخرى كالكفرة وضواحي طرابلس، وتدعوان إلى تجنب استهداف الجرحى والسكان المدنيين بعد وقوع عشرات القتلى والجرحى قبل أسبوعين. يقول "رامي صليبا"، مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سبها: "إننا نحث المشاركين في القتال على تأمين حصول الجرحى من كل الأطراف على العلاج الطبي الذي يحتاجونه بشكل سريع وآمن، وجرت المعارك في بعض الحالات على مقربة من المستشفى. وازدادت صعوبة الحصول على الرعاية الصحية بسبب عدم استقرار الحالة الأمنية ونقص الإمدادات الطبية التي تصل إلى المستشفيات الرئيسية ومختلف العيادات التي تتولى معالجة المصابين في سبها ومرزق وأوباري. ويقول الدكتور فوزي الزوّي، مدير العلاقات الدولية في الهلال الأحمر الليبي: "تتعرض جميع المستشفيات لضغط شديد، ويتجنب أحيانًا أفراد الطواقم الطبية العمل خوفًا على حياتهم، أما المتطوعون في سبها فيعملون في ظروف بالغة الصعوبة لإجلاء الجرحى والقتلى." وأدى امتداد فترات القتال في سبها إلى تعطيل الحياة اليومية في كل منطقة جنوب غرب البلاد، حيث لا تصل الإمدادات الأساسية بسبب عدم استقرار الوضع الأمني الذي أرغم المطارات الرئيسية على الإغلاق، وهناك نقص في الوقود والغاز بينما تبدأ المواد الغذائية في النفاذ. وتسعى كل من اللجنة الدولية والهلال الأحمر الليبي إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا في المناطق المتضررة من القتال في جنوب غرب البلاد، وأرسلت المنظمتان بالتعاون مع وزارة الصحة الليبية ما يكفي من الإمدادات الطبية إلى المستشفى في مرزق لتقديم العلاج الجراحي اللازم إلى 50 جريحًا، ونظمت اللجنة الدولية أربع ندوات بالتعاون مع الوزارة من أجل تدريب الجراحين من مختلف انحاء البلاد في مجال إدارة علاج الصدمات وفي المهارات الخاصة اللازمة لمعالجة الجرحى المصابين بالأسلحة. وتسعى اللجنة الدولية لزيارة المحتجزين وتساعد في الحفاظ على التواصل بين أفراد العائلات أو في إعادة الاتصال بهم في كل أنحاء البلاد، ومساعدة الأشخاص المصابين أو النازحين بسبب أعمال العنف، وتقوم بتدريب متطوعي الهلال الأحمر للتوعية بمخاطر مخلفات الحرب من المتفجرات، وتشجع أيضًا على الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية العالمية لدى السلطات وفي صفوف القوات المسلحة.