في يوم 3 أغسطس 2019 عقد ياسين أقطاي مستشار أردوغان، اجتماعًا مغلقًا مع عدد من قيادات التنظيم الدولي للإخوان، وأغلبهم من الجيل الثاني والثالث غير المعروفين، وسرب هذا الاجتماع في نفس اليوم باجتماع آخر سرب عن عمد للإعلام، حتى يتم التمويه على اللقاء الأول، وكان الثاني مع عدد من شباب الجماعة، وقيل يومها إنهم ناقشوه في تسليم محمد عبدالحفيظ لمصر، ووعدهم بعدم تسليمهم، وهذا منشور في مواقع متعددة، لكن اللقاء الأول كان مع محركي التنظيم الحقيقيين (كلهم الآن جدد، وأغلبهم شباب) حيث ناقشوا خطة الإخوان الجديدة التي تكلمنا عنها من قبل (أذرع الإخوان الخمسة)، فالإخوان الآن مختلفة عما نعرفه، وأضرب مثلًا لما يجري من الجماعة وسياساتها الجديدة في أمريكا الجنوبية، وعلى سبيل المثال لا الحصر موضوع (اللحوم الحلال) فلم تعد كلمة (حلال) وسيلة يجب التقيّد بها عند ذبح الحيوان لكي يكون محللًا للأكل، بل هي اقتصاد يتحرك بالمليارات، ويخضع لسلسلة إجراءات طويلة، تمر عبر المراكز الإسلامية التي تمنح رخصة المرور، وجلها في يد حفنة أكثرها تابع لجماعة الإخوان. احمد الصيفي اللحوم الحلال التي تصل مصر والسعودية والإمارات تبلغ قيمتها 14 مليار دولار سنويًا، ويمتلكها في البرازيل اثنان، أحمد الصيفي، الذي يقابل وزير الأوقاف السعودي عبدالله الصامل، اليوم، ومحمد حسين الزغبي، وكلاهما يصدر للدول الثلاث. الزغبي يتهم الصيفي أنه إخوان، والثاني يتهم الأول أنه يروج للمخدرات، والصيفي يمتلك فريقًا إعلاميًا كبيرًا جدًا ويعمل معه صحفيون من مصر، يتقاضون الآف الدولارات شهريًا، نظير تمرير لقاءاته، وتسويقه مع المؤسسات المصرية، رغم أنه منذ عام 65 كان بوابة مرور الإخوان لأمريكا الجنوبية، وهو عضو الجماعة الإسلامية بلبنان، وكل الدعاة الذين يطلق عليهم دعاة الصحوة بالمملكة كانوا لا بد أن يمروا بمؤسسة الصيفي، الذي أنفق على 150 خليجيًا، والآن وصل عددهم لحوالي ألف شخص تحت لقب (داعية) يشرفون على ما يسمى اللحوم الحلال. كيف يتم ذلك؟! مثلا شركات الدجاج تدفع دولارًا على كل دجاجة لكي تأخذ ختمًا أنها (حلال) وذبحت على الطريقة الإسلامية، ولأن الموضوع مربح جدًا فأصبح في البرازيل وحدها: 1- مجموعة الذبح الحلال وهي شركة برازيلية تابعة لمركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية ومؤسسها أحمد الصيفي. 2- سيبال وهي شركة برازيلية تابعة للمركز الإسلامي البرازيلي لأغذية الحلال وهي الذراع الفاعل لاتحاد الجمعيات الإسلامية في البرازيل، وصاحبها هو محمد حسين الزغبي. 3- أغذية حلال وهي شركة برازيلية تابعة للمركز الإسلامي البرازيلي وسكرتيره العام هو ناصر خزرجي. 4- شركة إيرانية. أصبحت هذه الجمعيات "غير الربحية بالأساس" مؤسسات ضخمة لأنها تتقاضى أجورًا مقابل ختم "صكوك" الحلال التي تبيعها. والصيفي عقب فض اعتصام رابعة مع وعاظ وأئمة وزارة الأوقاف المصرية المقيمين بالبرازيل قاموا بمظاهرات ورفعوا شعارات رابعة، وتم فصلهم من الوزارة، وبعد أن قدم بعضهم فروض الولاء تم إعادتهم للخدمة. مع الخطر بدأت الدول تعي كيف توغلت هذه المؤسسات في رابطة العالم الإسلامي بالمملكة، والندوة العالمية للشباب الإسلامي (يسيطر عليها الإخوان)، وحين تولي محمد العيسى مسئولية الرابطة ألغى عقود ألف داعية في أوروبا وأمريكا، وبقيت الندوة العالمية حتى الآن كما هي. لنجل الصيفي تصريح قال فيه: نحن لا نتبع الإخوان ولا نتبع السيسي نحن نعمل بزنس وفقط. كما أن وزارة الأوقاف الكويتية ألغت عقود 453 داعية في أوروبا بتهم تتعلق بدعم الجماعات الإرهابية بتوصية من بريطانيا في الفترة التي كانوا يناقشون فيها إعلان الإخوان إرهابية. في البرازيل أيضًا، وتحديدًا في مدينة فوز تؤكد تقارير "سي آي إيه" النشاط الإيراني في مسألة اللحوم الحلال، وكذلك أنشطة حزب الله الكبيرة جدًا في تجارة المخدرات، والصراع بين الأجنحة اللبنانية (الصيفي – الزغبي – حزب الله) في السيطرة. هناك أيضًا المعهد العالمى للفكر الإسلامي، الذي بلغت ميزانيته حوالي 2 مليار دولار، والذي كان يشرف على ما يسمى أسلمة المعرفة، وسحب بنك الراجحي السعودي تمويله له عقب المعلومات المؤكدة لعلاقته مع الجماعة، وكذلك علاقاته مع منظمة (كير) في أمريكا الشمالية، و(اسنا)، والجناح الآخر (مؤسسة ماس)، وكل هذه المنظمات الإخوانية اختلفت هياكلها تمامًا. من بنود الخطة الجديدة، هو تغيير أسماء المنظمات القطرية إلى أسماء جديدة مثل قطر الخيرية التي أصبحت (نكتار ترست)، وانسحاب الدور القطري لصالح التركي، الذي سيدير هذه الملفات بشكل مباشر، كما تم الاتفاق على أن يشرف جمال بدوي (كندا) على ملف التربية والتعليم، والسيطرة على كل المؤسسات التعليمية في العالم لفتح الله كولن، عن طريق شرائها، أو منافستها ببديل أفضل، كما يشرف وضاح خنفر على الملف الإعلامي، وأن يقوم عزمي بشارة بجمع ما تبقى من يسار، وافتتاح مراكز بحثية أو شرائها. الحلقة المقبلة تجارة المخدرات والتيارات الإسلامية.