مع حلول فصل الصيف تدخل وزارة الزراعة في معركة جديدة لمواجهة الآفات والحشرات التي تهدد المحاصيل الصيفية وعلى رأسها الفاكهة المصرية التي تمثل قطاع كبير من صادراتنا القومية، وبعد أن حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة عن قائمة الآفات الأكثر فتكا بالمحاصيل، حرصت الوزارة على وضع خطة لمواجهة الآفات التي تحدد الفاكهة المصرية وعلى رأسها ذبابة الفاكهة. واتخذت الوزارة مجموعة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة ذبابة الفاكهة وأية آفات قد تظهر في الفترة المقبلة من شأنها تدمير المحاصيل، ويأتي على رأس هذه الإجراءات تشكيل برنامج لمكافحة ذبابة الفاكهة يرتكز على تكثيف المتابعة الميدانية بهدف رصد أي ظاهرة مرضية وأي إصابة حشرية، وتوعية المزارعين بالمتابعة الدورية لحدائق الفاكهة والتواصل الفوري مع مهندسين البساتين والمكافحة، والتنسيق الدائم في المرور بين إدارة المكافحة والبساتين، بحسب بيان لوزارة الزراعة نهاية أبريل المنصرم. وتبلغ المساحة المزروعة بمحاصيل الفاكهة نحو 1.5 مليون فدان، وتقدر إنتاجية هذه المساحة بحوالي 12 مليون طن من الموالح والعنب والخوخ والمانجو والجوافة والمشمش والكمثرى والتفاح والبرقوق والتين والرمان، وهو ما استدعى اهتمام قطاع كبير من المهتمين بالشأن الزراعي في مصر، ودعا خبراء الزراعة إلى ضرورة اتخاذ مجموعة من الخطوات الاحترازية لصد هجمات ذبابة الفاكهة التي تستهدف المحاصيل البستانية، وبخاصة الخوخ، داعين إلى ضرورة العمل على رفع الصادرات المصرية من الفاكهة وتوفير مستلزمات الزراعة والعمل على تخفيض تكاليف الإنتاج وتوفير المبيدات اللازمة لمكافحة ذبابة الفاكهة. وفي هذا السياق، قال المهندس محمود عبد القادر، الخبير الزراعي، ومدير المكافحة بمديرية الزراعة بالإسماعيلية، إن ذبابة الفاكهة من أكبر المخاطر التي تهدد المحاصيل البستانية كما أن لها العديد من الأنواع التي تشكل مزيدا من القلق على الزراعات المصرية. وأضاف عبد القار أن الذبابة لها تأثيرات مباشرة وضارة على الثمار، حيث تصيب الفاكهة بالتعفن، الأمر الذي يقلل بشكل حاد من إنتاجية المحصول الطبيعية، نتيجة تغذيتها على المحصول طوال فترات نموه المختلفة حيث تتغذى على النسيج اللحمى للثمرة، الأمر الذي يؤدى إلى إتلافها وسقوطها على الأرض، مما يعرضها لخطر جديد من قبل بعض الكائنات الأخرى مثل فطريات وبكتيريا الأعفان وخنافس الثمار وغيرها. ولفت الخبير الزراعي إلى أن أكثر الثمار المعرضة لخطر ذبابة الفاكهة هي "المانجو والجوافة والخوخ والمشمش والتين والموالح، وكذلك ثمار الباذنجان والفلفل بأنواعها والطماطم". حسين أبو صدام من جهته، أكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن ذبابة فاكهة خطر يداهم الزراعات المصرية ويكبد الفلاحين في مختلف ربوع الجمهورية خسائر فادحة، مشيرا إلى أن مهاجمة ذباب الفاكهة للمحاصيل يخفض انتاجية الفدان بشكل واضح، مما يعود بالخسائر على المزارعين بشكل خاص، وعلى الاقتصاد المصري بوجه عام نتيجة انخفاض الصادرات الوطنية من هذه الفواكه، والإساءة لسمعة هذه المحاصيل. وأضاف أبو صدام أن وزارة الزراعة مطالبة بتطوير أساليب المكافحة للقضاء على هذه الآفات، مشددا على أن المزارعين لابد أن يكونوا على دراية كاملة بسبل المكافحة في مختلف مراحل الزراعة، داعيا إلى ضرورة التخلص من الثمار المصابة بشكل فوري، والعمل على التخلص من الحشائش المختلفة التي تنمو بين الزراعات. وتابع: "يمكن أيضا استخدام طرف بديلة للتخلص من الآفات التي تهدد 25 % على الأقل من إنتاجية الفاكهة في مصر من خلال استخدام رشاش الزيت أو الجير الحي للقضاء على اليرقات الصغيرة المتواجدة من هذه الآفات والتي تظل موجودة في التربة لفترات طويلة".