عقد مسرح قصر ثقافة بنها ندوة لمناقشة عرضي "المغنية الصلعاء" لنادي مسرح غزل المحلة و"مدينة الثلج" لنادي مسرح غزل المحلة، المشاركين ضمن فعاليات المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته ال28 والذي يقام في بنها من 24 أبريل حتى الرابع من مايو المقبل بمشاركة 21 عرض. ناقش العرضين عددا من النقاد وهم الناقدة ليليت فهمي، الناد أحمد علام وأدار الندوة أحمد خميس. قال الناقد المسرحي أحمد خميس:إن مخرج العرض المسرحي"المغنية الصلعاء" محمد قاعود تناول النص برؤية كوميدية لم يطرحها بهذا الشكل سوى القلائل من المخرجين أصحاب الوعي والخبرة الكبيرة، موضحا أن النص طرح معني مهم وهو "أن اللغة لم تعد كيان مهم للتواصل بين الناس" ولكن رغم عمل المخرج على تيمة العبث إلا أنه كان عليه الاقتراب بالحكاية أكثر للمتلقي، فقد كانت لديه اﻹمكانيات للوصول للمشاهد، لكنه أراد اضحاك المتلقي ونسي المعاني الموجودة بالنص. وأضاف خميس: إن مخرج" المغنية الصلعاء" دارس للعبث بشكل جيد ولديه وعي تام به وكان عليه أن يجعل المتلقي يتذكر دائما الحكاية فيستغني عن بعض الحوارات التي لا معني لها، فأظهر لنا معاني جمالية وكوميدية بدون معني، وقد ساعدته فكرة البانوهات المفرغة لتقديم عرضه الكوميدي بكفاءة. وأشار خميس إلى أن مخرج العرض " مدينة الثلج" هاني يسري استطاع مع مجموعة الممثلين، أن يقدم ببراعة كيفية التحرك من الثبات للحركة والعكس، وكيف يصل لإنسانية اللعبة ثم يعيد المشاهد مرة أخرى عبر عرضه لأن الأمر لا يخرج عن كونه لعبة، وأن يقدم النص بدون أن يشتت المتلقي عبر تنوع وتناغم بين الممثلين حركتهم وتعبيراتهم حتي علي مستوي الأطفال الصغار. ومن جانبه قال الناقد محمد علام:إن عرض "مدينة الثلج" شمل عدد من الطاقات التمثيلية الكبيرة واكتشافات علي مستوي التمثيل والديكور والموسيقي والإضاءة، مضيفا أن ذلك ينطبق على مبدعي عرض "المغنية الصلعاء". وأضاف علام:أن مخرج العرض المسرحي "مدينة الثلج" قدم شخصية "بابا نويلط الذي يأخذ الفتاة لمدينة الألعاب ويقدمها كلعبة للألعاب والدمى، ويعالج منطقة الإرادة والحرية، فنجد صراع الدمي مع الإرادة وكيف تتعامل مع مناطق الفعل ونتعرف علي مناطق الإدراك بشكل بسيط للغاية. وأشار علام إلى بعض الملاحظات على العرض " مدينة الثلج" من بينها العلاقة بين شخصيتي بابا نويل والجد باعتبارهما قوتين متضادتين، دون مبرر معلوم للمشاهد، ولماذا بدت علاقة الفتاة ببانويل وكأنهما علي اتفاق مسبق للدخول في اللعبة. واختتم علام تعقيبه بالإشارة لتعامل المخرج مع النص بشكل حذر وقدم أبعادا ودلالات كثيرة بمعالجة بصرية وموسيقية. وأوضحت الناقدة ليليت فهمي إن الديكور في عرض "المغنية الصلعاء"لم يظهر لنا طبقة شخصيات العرض خاصة أننا نعلم إنهم من الطبقة البرجوازية والحكاية بأكملها تدين هذه الطبقة. وحول موسيقى العرض قالت: الموسيقي جاءت لتساعد على الإلهام والمشهد عكس ذلك تماما، وكان على المخرج أن يعيد ترتيب الظواهر دون تفسير ولكن الديكور جاء مفسرا لكل شيء، كما جاء مشهد نهاية العرض زيادة عن الحاجة، مشيرة في النهاية إلى أن المخرج نجح في تقديم النص بشكل كوميدي رائع.