يعد عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكرى الجديد فى السودان، جنديًّا مخضرمًا لا يُعرف عنه الكثير خارج الجيش، فمنذ توليه المنصب ويرغب الجميع معرفة المزيد عن الرجل ذى الخبرة العسكرية التى تزيد على ثلاثين عامًا. ويُفضل «البرهان» العمل فى صمت، والبعد عن الأضواء لطبيعة شخصيته العسكرية، وكان لا يعرفه الكثير خارج أوساط الجيش السودانى قبل توليه المنصب الجديد. ويرجح مراقبون اختيار البرهان لرئاسة المجلس العسكري، لكونه بعيدًا عن النظام الحاكم السابق، على عكس سلفه عوض بن عوف، الذى تنازل عن رئاسة المجلس بعد أقل من 24 ساعة، لاعتراض المتظاهرين على شخصه؛ لعلاقته القوية بعمر البشير. ينحدر «البرهان» من عائلة سياسية وعسكرية، فوالدته من أسرة آل الشريف الحفيان، وجدته لوالده من أسرة آل الشيخ عبود، الذى كان منها الرئيس السودانى السابق إبراهيم عبود، وحكم الأخير السودان فى فترة الستينيات، وأطيح به فى أكتوبر 1964. وفى حوار مع شبكة «سى إن إن» الأمريكية، قال البرهان، إن «القوات المسلحة السودانية تعمل مع المواطنين ولصالحهم، ولن يُسمح باستخدام القوة ضد المتظاهرين الذين يطالبون بنقل السلطة إلى حكومة مدنية»، وفيما يتعلق بالرئيس السودانى السابق عمر البشير قال البرهان، إنه سيواجه المحاكمات حتمًا متى رُفعت عليه دعاوى قضائية. وكان البرهان أول من انضم إلى المتظاهرين، وهو الذى أعطى تعليمات صريحة للقيادة العامة بفتح أبواب المقر للثوار، بعد واقعة إطلاق النار على المتظاهرين فى السابع من أبريل الجاري. وُلد عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن فى قرية قندتو بولاية نهر النيل الواقعة شمال السودان عام 1960، ودرس بالكلية الحربية السودانية، وتخرج فيها بالدفعة ال31، واستكمل دراسته لاحقًا فى مصر والأردن، وهو متزوج من «فاطمة» قريبته من جهة الأم، وهى إحدى سليلات عائلة الشيخ على الحفيان، ورُزِقَ منها بخمسة أبناء، ولدين وثلاث بنات، وهم على التوالي: منذر، ومحمد، ورؤى، ووئام، وأصغرهن ليم، وشغل عددًا من الوظائف العسكرية، فضلًا عن عمله لفترة كملحق السودان العسكرى فى الصين. وعمل برهان بعد تخرجه برتبة الملازم فى قوات حرس الحدود، ثم تنقل فى عدد من الوحدات العسكرية، كما عمل طويلًا فى منطقة أعالى النيل بجنوب السودان، لكن معظم خدمته كانت فى القيادة الغربية للقوات البرية بمدينة زالنجى بدارفور، وشغل منصب رئيس الاستخبارات لحرس الحدود فى مدينة زالنجى أوائل التسعينيات، قبل أن يتم ترقيته ليصبح قائد قوات حرس الحدود. وتدرج البرهان فى الرتب العسكرية حتى ترقى لرتبة الفريق، وتم تعيينه رئيسًا لأركان القوات البرية، قبل أن تتم ترقيته لفريق أول، وتعيينه مفتشًا عامًّا للجيش السوداني، وهى الوظيفة التى ظلَّ يشغلها حتى إعلانه رئيسًا للمجلس العسكرى فى البلاد.