يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، في اجتماعات المائدة المستديرة لزعماء ورؤساء حكومات 40 دولة مشاركة في قمة منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي" التي تستضيفها العاصمة الصينيةبكين. وافتتح الرئيس الصيني شي جين بينج المنتدى الثاني لقمة الحزام والطريق بالعاصمة الصينيةبكين بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة المنتدى الدولي الثاني للحزام والطريق للتعاون الدولي بحضور نحو 40 من رؤساء الدول والحكومات ومشاركة رفيعة المستوى لأكثر من 100 دولة من جميع أنحاء العالم. وأبرز المعلومات عن نتائج تأثير مبادرة الحزام والطريق على التعاون العربي الصيني منذ إطلاق الصين مبادرة الحزام والطريق في عام 2013 تكثفت التبادلات رفيعة المستوى بين الصين والدول العربية على نحو متزايد وارتفعت وتيرة دبلوماسية القمة بين الجانبين بشكل مطرد ولعب التعاون الصيني العربي دورا استراتيجيا في خلق مستقبل أفضل للعلاقات بين الجانبين. ومنذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق تسعى الصين إلى تطوير الروابط الاستراتيجية مع الدول العربية من أجل تحقيق شراكة متكاملة في ضوء المبادرة فالدول العربية تمثل جسرا يربط الشرق والغرب في ضوء موقعها الإستراتيجي الواقع في ملتقى طريقي الحرير البري والبحري. في السنوات ال6 الأخيرة أصبحت العلاقات اكثر حيوية وشهد التعاون في مختلف المجالات دفعة إيجابية. وقعت 17 دولة عربية اتفاقيات تعاون مع الصين حول مبادرة الحزام والطريق. أصبحت 7 دول عربية من بينها مصر والامارات والكويت وعمان والسعودية والأردن أعضاء مؤسسين في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذراع التمويلي المهم لمشاريع المبادرة. تجاريا أصبحت الصين في المركز الثاني كأكبر شريك تجاري للدول العربية وارتفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 191 مليار دولار في 2017 وتصبح الصين أكبر شريك تجاري لعشر دول عربية حاليا. فتحت مشاركة الدول العربية في معرض الصين الدولي الأول للواردات في شانغهاي في نوفمبر من العام الماضي الباب أمام استيراد المزيد من المنتجات العربية. استوردت الصين من مصر على سبيل المثال البرتقال ب 80 مليون دولار لتحتل المرتبة الرابعة بين الدول المصدرة البرتقال للصين. تم التوقيع على اتفاق لاستيراد بنجر السكر وتوجد مفاوضات جارية لاستيراد الرمان والبصل المصري وغيرهما من المنتجات الزراعية. صارت الصين أكبر مستثمر في الدول العربية. وفرت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين 3 آلاف فرصة عمل للمصريين. يعلق الجانبان الصيني والعربي أهمية على التعاون في بناء مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري في الدول العربية لتعزيز الطاقة الانتاجية بما في ذلك المجمع الصناعي في جازان بالسعودية والمجمع الصناعي بالدقم في عمان والحديقة النموذجية للتعاون في الطاقة الانتاجية بالإمارات ومنطقة تنمية التعاون الزراعي في السودان ومنطقة محمد السادس للتكنولوجيا في المغرب. تعمل الصين على ربط المناطق الصناعية في أبوظبيوالسويس بالموانئ القريبة. تشارك شركات صينية في أعمال البناء بالعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع قطار المكهرب بمصر. تشارك شركات صينية على نطاق واسع في بلدان عربية عدة في تشييد الموانئ والمرافق وخطوط أنابيب النفط وشبكات النقل والاتصالات والطاقة ويتقدم التعاون بخطوات حثيثة. في التكنولوجيا الحديثة حقق التعاون بين الجانبين المزيد من النتائج الملحوظة مع إطلاق قمرين سعودي التصميم على متن صاروخ صيني وإطلاق قمر صناعي للجزائر وتعزيز تطبيق نظام بيدو للملاحة الصيني في الدول العربية. أجرت الصين تعاون مع 5 دول عربية في مجال التعاون في الطيران الفضائي. ثقافيا وإنسانيا شهد التواصل بين الدول الغربية تزايدا واضحا وأصبح أكثر تنوعا حيث تم افتتاح المزيد من معاهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية والثقافة الصينية آخرها في تونس ومع تعاظم التبادلات الإنسانية تم وضع الخطة السنوية لاتفاقية التعاون الثقافي بين الصين و11 دولة عربية. أصبحت دول عربية وجهات مفضلة سياحيا للزائرين الصينيين بما في ذلك مصر والمغرب وتونس والإمارات. تعزيز الانخراط بين الجانبين والتشارك في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يحمل إمكانيات كبيرة لدفع العلاقات إلى مرحلة جديدة في العصر الجديد. الجانبين يواجهان مهمة أساسية واحدة تتمثل في تحسين معيشة الناس وضمان الوظائف وتحسين الخدمات المقدمة. يتيح المنتدى من خلال فعالياته المختلفة الفرصة للمشاركين لطرح أفكارهم ورؤيتهم حول التعاون بشكل أفضل ويتم فيه تبادل الرؤى بشأن السياسات والتعاون في المجالات المختلفة من التجارة والبنية التحتية إلى الابتكار إلى الاقتصاد الرقمي والأخضر وغيرها من المجالات التقليدية والحديثة. يلعب التعاون في مجال الطاقة دورا هاما في العلاقات بين الصين الدول العربية ويصب المزيد من التعاون في هذا المجال في تعزيز المصلحة الاستراتيجية للصين والدول العربية والبلدان الأخرى الواقعة على طول خطوط المبادرة. المبادرة الصينية تركز على المنفعة المشتركة ويمكن بأذرعها التمويلية الضخمة أن تسد الفجوات الإقليمية في البنية التحتية، وتحقق التكامل والترابط البينوي بين الدول العربية من ناحية والمناطق الأخرى المحيطة في أوروبا أو أفريقيا. مصر في ضوء شراكاتها واتفاقياتها التجارية مع العديد من التكتلات التجارية الكبرى مع منطقة التجارة الحرة الأفريقية الكبرى وعضويتها في الكوميسا واتفاق الشركة مع الاتحاد الأوروبي وتجمع ميركسور لدول أمريكا اللاتينية توفر فرصا مهمة للشركات الصينية لتعزيز استثماراتها والاستفادة من الحوافز التي تتيحها هذه الاتفاقيات. مصر تتميز بموقع جغرافي ووجود قناة السويس والمنطقة الاقتصادية بها ما يجعلها أحد ركائز الحزام والطريق وبوابة للصادرات الصينية الى أسواق إقليمية وعالمية متعددة العلاقات المصرية- الصينية ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة نتيجة توفر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين. الصين يمكنها المساهمة بفعالية في تعزيز قدرات الدول العربية وخاصة الأعضاء في مبادرة الحزام والطريق في مواجهة أزمات الديون وتوفير التمويل اللازم لمشروعات البنية التحتية ومشاريع الربط الكهربائي والطاقة وإعادة إعمار الدول التي تعرضت لحالة من عدم الاستقرار والنزاعات المسلحة الآليات التي تبنتها الحكومة الصينية مؤخرا بما في ذلك ممرات الطاقة القديمة والجديدة بين الصين ودول آسيا الوسطي وبنك بريكس والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية تساعد على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين والعالم العربي في إطار مبادرة الحزام والطريق والتي تشمل الانفتاح والتعاون والمنفعة المشتركة والمساواة واحترام آليات السوق واستدامة تمويل المشروعات. الصين تمتلك طاقة إنتاجية هائلة وقدرة مالية وافرة تمكنها من تحسين التصنيع في الدول العربية وتنويع قاعدة الإنتاج الأمر الذي يؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل وتحسين مستوى حياة المواطنين كما أن الدول العربية في موقع استراتيجي يمكنها من إضافة بعد جديد للمبادرة بما يحقق تطلعات الجانبين على أساس مبادئ الربح المشترك.