سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مع اقتراب موسم الفسيخ والرنجة.. ضبطيات كبيرة من الأسماك الفاسدة.. وخبراء تغذية يحذرون من الشراء بالأماكن المجهولة.. ويؤكدون: يجب نقل المصاب لأقرب مركز سموم فورا
لطالما احتوت صفحات الحوادث والوفيات بالجرائد، قصصًا لأناس قابلوا الموت بعد تناولهم وجبة فسيخ أو رنجة فاسدة، وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر، مع اقتراب شم النسيم حتى يبدأ المواطنون في شراء الفسيخ والرنجة والموالح كأحد أهم العادات المصرية القديمة التي يتفنن المصريون في صنعها منذ عصر المصريين القدماء، باعتبار الفسيخ والرنجة المُكونان من أسماك يتم تمليحها نوعا من أنواع الفلكلور الشعبي القديم. وربما لا يعرف البعض أن أكبر عدد حالات تسمم من الفسيخ كان في سنة 1991 حيث بحسب الأخبار المتداولة سجلت وزارة الصحة 90 حالة تسمم بالمستشفيات توفي منهم 18 شخصا بينما تماثل 72 آخرون للشفاء وهو ما يشير إلى خطورة المسألة. ومع اقتراب شم النسيم يتجه الكثير من المواطنين لشراء الأسماك المالحة من المحال المعروفة، ولكن البعض يتجه عوضا عن ذلك إلى الشراء من الأماكن الشعبية والأسواق وهو الأمر الذي قد ينتج عنه خطورة على الصحة، خاصة مع ارتفاع نسبة الضبطيات من الفسيخ الفاسد، فمنذ أيام فقط ضبطت عناصر الأمن أحد مصانع بير السلم الذي يوجد به حوالي نصف طن من الفسيخ الفاسد و200 كيلو من الفسيخ الفاسد أيضا بكفر الشيخ بمركز بيلا وهو. وفي هذا الصدد كان لابد من إلقاء الضوء على أبرز العوامل التي تؤكد فساد الفسيخ والرنجة. وبحسب الدكتور هشام الوصيف، استشاري أمراض السمنة والنحافة والتغذية العلاجية، يوجد العديد من الأشياء التي يمكن ملاحظتها والتي تؤكد فساد الفسيخ، من بينها تجعد واهتراء الجلد وتهتك اللحم ووجود لزوجة به عوضا عن عكارة العين وعوضا عن هذا فيبدو جليًا الرائحة الكريهة التي تشير إلى فساد السمك أيضا، مؤكدا على الأمر نفسه بالنسبة للرنجة التي لابد من التأكد من أن جلها أو جسمها غير مهترئ، لافتًا إلى أن من علامات الفساد هو أنه عند الضغط على بطن السمكة يكون من الصعب نفاذ الإصبع بطريقة سهلة. وأوضح أن اللون الخاص بالسمكة لا يجب أن يميل إلى اللون البني وكذلك اللحم يقترب لونه من الأصفر إلى اللون البني الغامق وهو ما يعد سببا من أسباب فساد الفسيخ. ولفت الوصيف إلى أن الفساد يكون في العادة بسبب سوء التخزين، الأمر الذي يؤثر على الصحة خاصة مع عدم وصول الملح لكل السمكة ما يؤدي إلى تعفن الأجزاء غير المملحة بالسمكة. ومن جانبها قالت سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لحماية المستهلك، إن وعي المواطن والمشتري مهم جدا للتغلب على أي مشاكل صحية قد تحدث له بسبب تناول الفسيخ أو الرنجة، لافتًا إلى أن هناك العديد من العوامل التي باتباعها يمنع حدوث أي مشاكل بالصحة منها الحرص على التأكد من الشراء من مكان مضمون، وعلاوة على هذا يجب التأكد من وجود بيانات رسمية وصحيحة عن الشركة المصنعة والتأكد من تاريخ الإنتاج والصلاحية ومن وجود المنتج في أماكن صالحة للتخزين خاصة مع وجود بعض التجار يحفظون الفسيخ في براميل بلاستيكية ما قد يؤدي لمشاكل صحية خاصة مع عدم صحية البلاستيك وتأثير هذا على الصحة وفق الدراسات العلمية الحديثة. وأضافت الدكتور علياء هاشم، خبيرة التغذية، أنه إذا عزم الفرد تناول الفسيخ فلابد أن يرافقه خضراوات لتقليل امتصاص الأملاح بالجسم خاصة مع ارتفاع نسب الأملاح التي توجد داخل الفسيخ الأمر الذي قد يؤثر على صحة المواطنين، لافتة إلى ضرورة مراعاة الآثار السلبية التي تأتي من تناول الفسيخ الفاسد والتي تصل إلى الموت أو الشلل، حيث يجب نقل المصاب فورًا إلى أقرب مستشفى أو مركز علاج سموم لتقديم المصل المضاد للسم.