منذ صغره كرس حياته للعمل فى مجال الزراعة كوالده وجده، لكنه اختلف عنهم، بإضافة كل جديد فى المهنة، من حيث الأسمدة، والنباتات، والزهور، فتطور شيئًا فشيئًا إلى أن صار ملمًا بكل لغات الزهور وأنواعها، إنه رمضان الشرقاوي، 55 عامًا، الذى يعمل بذلك المجال لمدة تقترب من 30 عامًا، حيث بدأ العمل فى مشتل صغير بمركز «فاقوس» بمحافظة الشرقية، بالزراعة وتطعيم النبات الواحد بأكثر من نوع، بحيث يوجد بالزهرة أو النبات الواحد أكثر من لون وشكل، وبدأ يقوم بالتوزيع إلى جميع أنحاء محافظته. وذات يوم قرر أن ينتقل من بلاده المشهورة بالزراعة، إلى بلاد مشهورة بالصناعة «القاهرة» أكثر، ويضع بصمته الخاصة بالزراعة التى تربى عليها، منذ صغره حتى كبره، وتعرف هناك على مدير بمعرض صغير فى منطقة جسر السويس، وهو المهندس رضا، الذى بدأ فى مشاركته والعمل معه فى توسيع نطاق تجارتهما فى مجال «الزهور، والنباتات، والأشجار»، إضافة إلى تبادل كل منهما مع الآخر الخبرات التى اكتسبها، وكانت هذه هى بداية نقطة التطور لديهم، حيث كانوا بمثابة الإخوة والأصدقاء الأوفياء. عن عمله يقول: «فى شهر يناير من كل عام أبدأ وضع شتلات جديدة، مثل نبات الجرونا، احنا مثلا بنجيب منها عقل، وبألوانها المتعددة من الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، ونجمعهم فى نوع واحد وده بيكون حاجة جديدة بالنسبة لكتير من محبى الورد»، لافتا بأنه رغم حبه لجميع أنواع النباتات والزهور، فهناك نوع نبات يشعر بأنه أكثر تشابه به وهو «الجاردينيا». ويرى بمنظوره الخاص أن الكثير من البشر، لا يفهمون طبيعة الزهور والنباتات، فعندما يأتى أحد لشراء نوع ما من الزهور يأتى إليه مرة أخرى متشكيًا وملما بطرح السؤال عينه، لماذا يشترى هذا النوع من الزهور ولا يجد فيه رائحة عطرة؟ ويجيب «رمضان» على السؤال الذى يطرحه عليه أكثر من شخص، بأن الزهور أنواع، منها للظل، وللعطر، وللشمس، وأنه يعذرهم لأنهم دائمًا يجدون فى الأغانى والأشعار الصفة الدائمة للزهور تكون فى «عطره ولونه»، لذلك تتغيب عنهم أنواع الزهور. ورغم حب رمضان لمهنة والده وجده، إلا أنه يريد لأبنائه الخمسة، أن يتعلموا ويحصلوا على مؤهلات عليا، قائلا: «أنا دايما بوفر لأولادى كل المستلزمات الدراسة اللى يحتاجوها، عشان يقدروا يوصلوا لأعلى المراتب، رغم مرورى بظروف كتيره وصعبة، والجاى على قد اللى رايح، بس دايما ما بحسسهمش بنقص فى أى حاجة». مختتمًا حديثه بأن المرء مهما بلغ من الشقاء والتعب من الناس أو المواقف، حتما سيجنى ثماره، و«الناس زى الزهور مش كلها بريحة»، فأهم شيء الثقة فى الله والتوكل عليه والمثابرة على العمل الدائم فهى خير الأمور». وعن الأسعار، يتابع سعيد، أحد العاملين بمعرض الزهور: «حديقة الفيلا، أو حديقة بالشارع، أو حديقة بالنادي، كل واحدة منها لها مظهرها الخاص من حيث جمالها، وطبيعة الحركة، والجلوس، فحديقة الشارع يجب مراعاة وجود أشجار للظل، وزهور لإراحة العيون، ومساحة خضراء واسعة مليئة بالعشب للهو الأطفال والاسترخاء بها، أما تزيين البلكونات عندما تكون صغيرة تتكلف 200 جنيه فقط، وإذا كانت كبيرة تكون 400 جنيه، وذلك حسب أحواض النباتات المضافة، كما هناك بعض الأنواع يصل سعر الشتلة منها إلى 5000 جنيه».