كشفت القناة التليفزيونية الألمانية الثانية "ز.د.ف"، الأحد، أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" اعتقلت خلال الشهور الأخيرة في شمال وشرق سوريا، حوالي 800 من المسلحين الأوروبيين في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي، بينهم 56 مواطنا ألمانيا. وقالت القناة الألمانية إن العراق مستعد لاستلام الدواعش الأجانب المعتقلين لدى قوات "قسد"، مقابل تحمل الدول الأوروبية تكاليف محاكمتهم في أراضيه. وأضافت القناة على موقعها الإلكتروني أن الولاياتالمتحدة عرضت على بغداد مبلغ ملياري دولار كحافز للقيام بمحاكمة الدواعش الأجانب المعتقلين لدى قوات "قسد"، فيما طلبت بغداد مساعدات اقتصادية متنوعة من ألمانيا، مقابل محاكمة مواطنيها الدواعش المعتقلين لدى "قسد". وحسب صحيفة "بغداد بوست"، يدور جدل حول مدى قانونية محاكمة العراق للدواعش الأجانب على أراضيه، إذ هناك من يعتقد أن العراق هو المكان الصحيح لمحاكمة هؤلاء الدواعش، لأن معظم الجرائم، التي ارتكبوها، قد حدثت على أرض العراق أو في الجارة سوريا، فيما يرفض البعض الآخر هذا الأمر. وكانت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، المدعومة من واشنطن، أعلنت السبت 23 مارس، الانتصار الكامل والنهائي على "داعش" في آخر معاقله في بلدة الباغوز، بريف محافظة دير الزور الجنوبي الشرقي في شرق سوريا. وأضافت قسد، التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري، في بيان، أن مقاتليها انتصروا على مسلحي "داعش" بدعم من التحالف الدولي، داعية الحكومة السورية إلى الاعتراف بالإدارة الذاتية التي أنشئت في مناطق سيطرتها في شمال شرقي سوريا، كما طالبت تركيا بالتوقف عن التدخل في سوريا والانسحاب من جميع أراضيها. وبعد ذلك، عقد ممثلون عن قوات سوريا الديمقراطية مؤتمرا صحفيا، وقال المتحدث باسم "قسد" كينو جابرييل: "نجتمع اليوم بمناسبة تحقيق النصر الكامل والنهائي على تنظيم داعش وهزيمته وإنهاء خلافته المزعومة". وأضاف جابرييل، أنه وبالرغم من هزيمة التنظيم ميدانيا، إلا أن الحملة ستتواصل للقضاء على خلايا "داعش" النائمة. وتابع أن هزيمة "داعش" في آخر معاقله في الباغوز جاءت بدعم من قوات التحالف الدولي. ومن جهته، قال القائد العام ل"قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي:"نحن فخورون بما أنجزناه وإنقاذ 5 ملايين شخص في شمال وشرق سوريا من كل المكونات، وتحرير 52 ألف كلم مربع من الأراضي". وأضاف أن 11 ألفا من "قسد" قتلوا في المعارك بالإضافة إلى إصابة 21 ألفا آخرين، إلى جانب الضحايا المدنيين الذين كانوا هدفا للإرهاب. وقدم عبدي شكره للتحالف الدولي على دعمه لقوات سوريا الديمقراطية، معلنا البدء بمرحلة جديدة من الحرب على داعش بهدف القضاء الكامل على الوجود السري للتنظيم. وفي 23 مارس، أفاد مصدر أمني عراقي، بإلقاء القبض على الطبيب الخاص لزعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي في بلدة الباغوز، التي تم الإعلان عن تحريرها من قبضة التنظيم. ونقلت صحيفة "بغداد بوست" حينها عن المصدر قوله، إنه خلال تحقيق قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مع العشرات من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي المعتقلين لديها، تمكنت من الوصول إلى شخص أجنبي الجنسية قدم خدمات علاجية لزعيم داعش أبو بكر البغدادي أثناء تواجده في الباغوز السورية، قبل فرار البغدادي منها. وأضاف المصدر ذاته، أن "قوات قسد اعتقلت طبيب البغدادي في الباغوز بعد المعلومات التي حصلت عليها من معتقلي التنظيم، وتم نقله إلى مركز أمني تابع للمخابرات الأمريكية في مناطق سيطرة قسد في شمال شرقي سوريا، وسط حالة من السرية على هوية طبيب البغدادي وجنسيته، ومكان اعتقاله".