في ظل احتفالات العالم بأعياد المرأة خلال شهر مارس، والتي تتجسد في اليوم العالمي للمرأة وعيد الأم، وغيرها من الاحتفالات التي يقف العالم أمامها لتبجيل المرأة وتعظيم دورها كأم وزوجة ناجحة ومربية ومعلمة أجيال، أتت الفنانة اللبنانية الكبيرة كارول سماحة لتعلي من شأن المرأة أكثر، من خلال إبراز جانب تخجل الكثيرات من الإفصاح عنه. فمن خلال كليبها الجديد «أنا مطلقة» أطلقت «كارول» صرخة تبوح بآلام وأوجاع العديد من النساء اللاتي تعرضن لتجربة الانفصال، ومعاناتهن فيما بعد من الإيذاء النفسي والجسدي الذي يسببه المجتمع لهم، من خلال نظرات دونية، وأخرى بالشفقة، أو من خلال تجريدها من مشاعرها والتعامل معها كأنها وعاء جنسي فحسب، وغيرها من الانتهاكات التي تراها المطلقة في مجتمعنا العربي. «حكم على بالوحدة.. والجريمة مطلقة.. حيك الناس لي.. من ألسنتهم مشنقة.. وصار لقبي المطلقة.. ممنوعة أن أعشقَ.. للاستعمال السريري فقط.. مع شهادة خبرة مصدقة»، بهذه الكلمات استهلت الفنانة اللبنانية كارول سماحة أغنيتها الجديدة «أنا مطلقة» والتي كتبها الشاعر اللبناني على مولا، لتكون لطمة كبرى لخرس جميع الألسنة الحداقة والنظرات المفترسة والأيادي اللصاصة، واستكمل الشاعر قصيدته قائلًا: «امرأة مستعملة.. زورق بأشرعة ممزقة.. يراني الرجال سريرًا.. أو كوب رغبة.. يريدون منه ملعقة.. كأننى محطة انتظار.. يزورها الجميع لكن.. لا أحد فيها يبقى.. نعم أنا المطلقة.. أنا الحرة التي أبت.. أن تحكمها ورقة.. لا زلت صالحةً للحب.. فالروح عذراء يا حمقى». وحرصت «البوابة» على معرفة تفاصيل تلك الحالة الفنية المؤثرة والقوية من صانعها الشاعر اللبناني على المولى، الذي أكد أنه كانت دائمًا ما تراوده فكرة البحث وراء الدافع لاعتبار لقب مطلقة ذما أو شيئا يعيب المرأة، ومدى الظلم الذى تتعرض له من قبل المجتمع ونظرته القاسية لها في ظل زيادة حالات الطلاق بالعالم العربي، وما السبب وراء تحقير فكرة الطلاق للمرأة بشكل خاص. وأضاف: «كونى شابا ولدى علم بكثير من الأمور التى يتم تداولها بين الشباب من انتقاد للمطلقة، والنظرة غير الأخلاقية لها، أردت أن أكتب تلك الكلمات حتى تكون عبرة وعظة لكل من يفكر بتلك الطريقة». وتابع: «المولى»: «ليس من الضرورى أن تكون بعائلتى حالات مطلقات حتى أشعر بالجرح الذى يعشن به، ولكنى بطبيعة حالى فضولى وأريد أن أتعرف على جميع الأشياء البعيدة عنى وأشعر بها وأكون صوتا لمن عجز عن الكلام والتعبير، وهذه قناعتى دائمًا التى أعتمد عليها فى كتاباتي، وقد اخترت الأغانى لأنها أقرب طريق للوصول للمجتمع ومعالجة السلبيات التى أراها وأواجهها فى كتاباتي، نظرًا لتخلى العالم عن القراءة فى الوقت الحالى بشكل كبير، فما وجدت أهم من الفن لأوصل رسالتى من خلاله». وعن سبب اختياره لكارول سماحة لأداء تلك الأغنية، قال المولى «إن كلمات القضية لا أعتبرها مجرد أغنية، لكنها تحمل العديد من الكلمات القوية والجريئة كالاستعمال السريرى فقط، وكوب رغبة يريدون منه ملعقة»، وهذه الكلمات تتاج لمطربة ثورية وذات صوت قوي، فلم أجد أنسب من الفنانة الكبيرة كارول سماحة لأداء تلك المهمة الصعبة لما لديها من قناعات ثورية عظيمة ضد ما هو قاهر للمرأة، ولعذوبة صوتها وقوة أدائها الذى لم يختلف عليه أحد، ولم نجد أنسب من أعياد المرأة لتكون شهادة داعمة لكل أمرأة وأم تعرضت لهذا الظلم وليكون بمثابة تعويض لها».