تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم الإثنين، بعيد بشارة السيدة العذراء، و"البشارة" هو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث ميلاد يسوع، لأنه لولا بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء، وحلول يسوع في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك آباء الكنائس يسمونه "رأس الأعياد" والبعض يسمونه "نبع الأعياد" أو "أصل الأعياد". وترجع قصة البشارة لإنجيل لوقا (الإصحاح الأول) وتقول: وفي الشَّهرِ السّادِسِ أُرْسِلَ جِبرائيلُ المَلاكُ مِنَ اللهِ إلى مدينَةٍ منَ الجَليلِ اسْمُها ناصِرَةُ، إلى عذراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بيتِ داوُدَ اسمُهُ يُوسُفُ. واسْمُ العْذراءِ مرْيَمُ. فَدَخَلَ إليها المَلاكُ وقالَ سلامٌ لكِ أيَّتُها المُنْعَمُ علَيْها. الرَّبُّ معَكِ. مُبارَكَةٌ أنْتِ في النِّساءِ. فلَمّا رأَتْهُ اضطَرَبَتْ مِنْ كَلامِهِ وفَكَّرَتْ ما عَسَى أنْ تَكونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ. فقالَ لها المَلاكُ لا تَخافي يا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِندَ اللهِ. وها أَنْتِ سَتَحْبَلينَ وتَلِدينَ ابنًا وتُسَمّينَهُ يَسوعَ.. فقالَتْ مَريَمُ لِلمَلاكِ كَيْفَ يكونُ هذا وأنا لسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا. فأَجابَ المَلاكُ وقالَ لها، الرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَليكِ وقُوَّةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فلِذلِكَ أيضًا القُدُّوسُ المَوْلودُ مِنْكِ يُدْعَى ابنَ اللهِ.. فقالَتْ مَرْيَمُ تُعَظِّمُ نَفْسي الرَّبَّ وتَبْتَهِجُ روحِي باللهِ مُخَلِّصي. لأنَّهُ نَظَرَ إلى اتِّضاعِ أَمَتِهِ. فهُوَذا مُنْذُ الآنَ جَميعُ الأجْيالِ تُطَوِّبُني. لأنَّ القَديرَ صنَعَ بي عَظائِمَ واسْمُهُ قُدُّوسٌ. وتقول الكنيسة الكاثوليكية إن هذه ذكرى تجسّد الكلمة، وبه صارت العذراء مريم امّ الله. هذه الأمومة الإلهية هي أساس النعم والامتيازات كلّها التي غمر بها الله مريم العذراء: "السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرب معك". إن أم الكلمة المتجسد، آدم الجديد، ورأس البشرية لخلاصها، أي سيدتنا مريم العذراء هي أيضًا بالروح أمّ الجنس البشري، أمنُّنا جميعًا، بسبب اتحادنا بالكلمة، بوصفنا أعضاء لجسد واحد هو رأسه، ينبع الحياة الإلهية فيه. فمريم العذراء برضوخها لإرادة الله "أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك" الذي اختارها في مخطط التجسّد والفداء، أضحت شريكة الكلمة في تحقيق هذا القصد الإلهي لحياة البشرية البنوية والشكر الحميم، والوعي العميق للسرّ الذي بدأ اليوم يظهر للعالم، بفتاة الناصرة الوديعة والناصعة الطهر؛ "لأنه نظر إلى تواضع أمته، فها منذ الآن تغبطني جميع الأجيال، لأن القدير صنع بي عظائم".