ما بين بكاء لا ينقطع وأمل في القصاص من قتلة فلذات أكبادهم، يحل عيد الأم هذا العام في غياب من كانوا يحتفلون به، ذهبنا إلى أمهات الشهداء في محاولة للتخفيف عنهن.. فكل أم فقدت ابنًا لها دفاعًا عن الوطن تستحق لقب الأم المثالية لما قدمته للوطن، أبنًا بارًا بأمه واحتسبته عند الله شهيد، فهي أما لها كل الحب والتقدير، "البوابة" تحدثت مع اثنتين من الأمهات لشهداء رحلوا عن دنيانا. ففي ذكرى تمزج بين السعادة والحزن، تمر بها أمهات الشهداء في عيد الأم لم تنسى أم الشهيد طيار محمود فؤاد، ابن مدينة الغردقة، والذي استشهد بحادث مروع نجم عن سقوط طائرة "F – 16 D" بمنطقة فايد بالإسماعيلية، حيث ضرب أروع قصة بطولية للتضحية بعد أن ابتعد بالطائرة عن المطار والمناطق المأهولة بالسكان وضحى بحياته حتى لا يتسبب حادث الطائرة في ضحايا من سكان المنطقة الأبرياء. تقول الحاجة فاطمة محمد بشاري والدة الشهيد، لم أشعر لحظة أن "محمود" رحل عن دنيانا فسيرته الطيبة والحسنة مع الجميع لا تزال موجودة، كل أصدقائه وزملائه يتواصلون دائما معنا كل المناسبات رغم مرور 3 سنوات على استشهاده، خاصة في عيد الأم. تضيف والدة الشهيد، لم يكن مجرد أبنا لي فلقد كان صديقي يحكى لي كل أسراره فكان يقضى إجازته الأسبوعية معي بالمنزل، قائلًا "لقد كان ملاك يعيش بيننا" ورغم حزني عليه ومرارة فراقه إلا أنه فداء لمصر. أما السيدة نبيلة الراوي والدة الشهيد حسام أبو الحسن الشامخ، ابن مدينة سفاجا، والذى استشهد خلال العملية نسر بشمال سيناء خلال عام 2012، فتقول أشعر دوما بالفخر والعزة والكرامة، للعمل البطولي الذي قام به ابني. تضيف والدة الشهيد، كان "حسام" يحرص على أن يكون أول من يهنأني بعيد الأم وسط أقرانه، حتى أثناء خدمته العسكرية كان يقوم بإرسال رسالة لي. وأشارت إلى أنه منذ استشهاده ولم يعد هناك احتفالًا بعيد الأم، بالرغم من وجود أشقائه حبيبة وإبراهيم بجواري، كذلك التكريمات التي أتلقاها من سواء من المحافظة أو الجمعيات المختلفة في تلك المناسبة، إلا أنه لا يغلى على مصر، فأنا وبكل فخر "أم الشهيد".