للإعلام الجديد ووسائله مجموعة من الإيجابيات على الأفراد والمجتمعات فهو نافذ حرية مطلة على العالم، ومنبر للرأي والرأي الآخر، من خلال التواصل الحر المباشر المجاني والعالمي للتعبير عن الأفكار في كافة مجالات الحياة دون قيود أو مراعاة لاعتبارات فكرية معارضة، فهو مخرجا للملايين من أبناء الطبقات المختلفة لكي يتواصلوا مع أمثالهم حول العالم مجانا دون سفر أو تنقل، ويعد فرصة لتعزيز الذات، وتقوية العلاقات الاجتماعية مع أصدقاء متجددين، متابعة آخر المستجدات في كل العالم، بالإضافة إلى تلاقي أصحاب الهوايات والمهن بالإضافة الى الخروج من المحلية إلى العالمية والمساعدة في تحقيق التنمية والتعليم وسرعة إيصال المعلومات إلى المناطق النائية والمعزولة عن طريق التلقي المباشر من الأقمار الصناعية التي تسبح في فلك السماء ويقصد بالإعلام الجديد ( new media) أو الإعلام الاجتماعي (social media) بأنه مجموعة تكنولوجيا الاتصال التي تولدت من التزاوج بين الكمبيوتر والوسائل التقليدية للإعلام، وهو مصطلح يضم كافة تقنيات الاتصال والمعلومات الرقمية التي جعلت من الممكن إنتاج ونشر وتبادل المعلومات من خلال الأجهزة الالكترونية المتصلة بشبكة الانترنت والتفاعل مع المستخدمين، هذا وتعددت وسائل الإعلام الجديد وزادت تنوعا ومن أهمها:- ( المدونات – المزج – مواقع مشاركة الصور – البو كاست – التدوين الصوتي ) مواقع الشبكات الاجتماعية ( الفيس بوك – تويتر – اليوتيوب – الواتس اب – انستجرام ) وكما ذكرت إن للإعلام الجديد إيجابيات كثيرة ذكرت بعضها فإن الاستخدام السيئ لهذه الوسائل مخاطر اجتماعية والنفسية على الأفراد والمجتمعات ومنها ما يلي: يترتب على إساءة استخدام الشبكات في التواصل بين الرجال والنساء إمكانية ارتكاب جرائم أخلاقية محرمة، وذلك من خلال تداول مضامين وصور إباحية، مما تؤدي في الغالب إلى مشاكل أسرية قد تصل إلى الانفصال والتفكك الأسري الذي زاد في مجتمعنا المعاصر الابتزاز والتهديد حيث يبدأ بعض المبتزين باستدراج بعض الضحايا من المتفاعلين بالالتقاء عبر غرف الدردشة للحصول على صور شخصية أو فيديوهات أو مكالمات مسجلة لتهديد الضحايا والحصول على الأموال. التحرشات والمضايقات: ويتم غالبا من خلال قبول صداقات غير معروفة نشر الشائعات، وفقدان الخصوصية والأمان التطرف الفكري: حيث تمنح هذه الرسائل فرصة لأصحاب الفكر المتطرف والجماعات المنحرفة لبث سمومها ونشر أفكارها الهدامة وقناعتها المضللة في المجتمع وبالتالي الإخلال بالأمن العام للدول الغزو الثقافي وذلك من خلال الثقافات الوافدة والدعوة لدمج الثقافة العربية في الثقافة الغربية الهوس بالمشاركة: أصبح لدى الجميع هوس المشاركة بمواقع التواصل بالصور والكليبات فالكل يضع الهاتف وضع الاستعداد في أي لحظة وفي أي مكان حتى يتمكن من المشاركة وبالتالي الإدمان حيث يغفل المدمن نتيجة قضاء أوقات طويلة كافة الواجبات الأسرية والمنزلية مما يؤدي إلى فقدان الحوار بين أفراد الأسرة اكتساب الشباب وتقليد كثيرا من المظاهر الغربية بدون قيود وبالتالي فقدان البعض الاتزان في التصرفات السلوكية والأخلاقية فقدان الطاقات والقدرات الشبابية في بناء المجتمع انتشار الألعاب الإلكترونية الخطيرة واستخدام الأطفال والمراهقين لها في البداية من مبدأ التسلية والمتعة ثم تنتهي بهما إلى القتل والانتحار. وفي ضوء ما سبق يأتي دور التربية الإعلامية لمواجهة هذه المخاطر ويقصد بالتربية الإعلامية: توفير للنشء القدرة على نقد وتقويم وبناء الاتجاهات نحو وسائل الإعلام وذلك من خلال التربية والتدريب على التفكير الناقد الذي من خلاله يستطيع الفرد القراءة الصحيحة للرسائل الإعلامية والإعلانية وفهمهما وتحليلهما وتفسيرها وتقييمها، واتخاذ القرار المناسب تجاهها بحيث يتجنب الرسائل السلبية ويتعامل مع الرسائل الإيجابية التي تتفق وأخلاقه وقيمة وثقافته، ويتم ذلك من خلال التفاعل الأسري والمقررات الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة.