أحزان ومرارات ومعاناة طويلة مرت بها «أمل جرجس مسعد - 52 عاما- موظفة»، الحاصلة على لقب «الأم المثالية لمحافظة الأقصر»، والمركز الثانى بين الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، تقديرا لرحلة كفاحها مع زوجها الذى كان يعمل مرشدا سياحيا، حيث وقفت بجانبه بعد إصابته بورم فى المخ، ولم تتخل عنه ولا عن رعاية أطفالها منه، وهم «شيري، مارك، جورج»، ورغم استمرار رحلة العلاج لسنوات طويلة امتدت إلى 7 سنوات، تم خلالها إجراء العديد من العمليات فى المخ، إلا أنه توفى فى النهاية تاركا لها مسئولية تربية الأبناء، وهو واجب لم تتخل عنه أبدا، رغم صعاب عديدة واجهتها وكونها تواجه قسوة الحياة بمفردها دون سند، حتى تخرجت ابنتها الكبرى فى كلية الألسن، وعملت فى شركة خاصة، وحصل الابن الأوسط على بكالوريوس تجارة وعمل محاسبا، أما الأصغر فهو فى السنة النهائية بكلية الهندسة. عن رحلة كفاحها ومشاعرها بعد فوزها بلقب «الأم المثالية»، تقول أمل: «حصلت على بكالوريوس تجارة، وتزوجت فى عام 1990، من رجل محترم هو «عبدالله الجندي»، وكان يعمل مرشدًا سياحيًا، وأنجبت منه 3 أطفال هم «شيري، ومارك، وجورج»، وبعد سنوات شعر زوجى بالمرض، واكتشفنا إصابته بورم فى المخ بعد أن عانى كثيرا من عدم القدرة على الحركة أو التركيز والتوازن، وهو الأمر الذى كان له وقع الصدمة بالنسبة لي، فهو لم يكن زوجى فقط، بل أخى وصديقى ورفيقي، وشاءت إرادة الله أن يتوفى زوجى بعد رحلة معاناته مع المرض». وتضيف أمل قائلة: «وقتها كنت أبلغ من العمر 37 عاما، وجاء مرض زوجى ووفاته بمثابة استنزاف مادى ومعنوي، لأننى لم أحصل إلا على معاش قيمته 140 جنيها من التأمينات، ومكافأة بسيطة من نقابة المرشدين السياحيين، لكننى رفضت الاستسلام، خاصة أن لدى أطفال صغار، حيث كانت الابنة الكبرى بالصف الثانى الإعدادي، وولدان توءم فى الصف الثانى الابتدائي، فبدأت العمل بمؤهلى المتوسط، ثم موظفة إدارية فى مدرسة السلام الخاصة للغات، بمساعدة أحد الأصدقاء بمرتب 150 جنيها، ومع مرور السنوات وتزايد المسئوليات فكرت فى إيجاد مصدر دخل جديد يساعدنا، فتعلمت صناعة المشغولات اليدوية «الخرز واللولى»، وكنت أشترى الخامات وأقوم بعمل الإكسسوارات، وأقمت مشروعا صغيرا لبيع المفروشات عن طريق الإنترنت، وحاولت عمل توازن بين العمل ومتابعة الأبناء، وبعد ذلك ومع التحاق أبنائى بالجامعات، اضطررت لبيع قطعة أرض زراعية كنت أمتلكها ليستكملوا تعليمهم، ومنذ 5 سنوات فوجئت بوجود ورم ليفى بالرحم، وتبعه إجراء عملية استئصال رحم»، لافتة إلى أنها لم تفعل شيئا سوى أنها قامت بواجبها تجاه أبنائها، وأنها حاولت تعويضهم رحيل الأب؛ فلعبت دورى الأم والأب معا، مضيفة أنها كانت حريصة دوما على أن تعلمهم شكر الرب على نعمه، وأنها تأمل أن يحققوا أحلامهم كلها، مؤكدة أنها تلقت خبر فوزها بلقب الأم المثالية بفرحة كبيرة، وأنها عرفت ذلك من الاتصالات الهاتفية التى تلقتها من الصحفيين بحصولها على اللقب، معبرة عن سعادتها باللقب. مختتمة كلماتها قائلة: «كانت مفاجأة سارة»، مضيفة أن أبنائها توقعوا فوزها باللقب، خاصة حينما علمت أنها تم اختيارها الأم المثالية الثانية على مستوى مصر، وأنها تشعر بفرحة لا توصف، حينما علمت أنه سيتم تكريمها فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.