منذ إعلان تنظيم داعش الإرهابي عن وجوده في العراق منتصف عام 2014، تسود العالم حالة من الارتباك، بين جهات تسعى للتصدي فعليا لهذا التنظيم الإرهابي، وما ارتكبه من جرائم خطيرة في حق الإنسانية، وجهات أو بالأحرى دول أخرى، تسعى إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة من التنظيم، عبر التحالف معه وتمويله، لضمان ولائه. وشهدت الفترة الأخيرة تراجعا كبيرا للتنظيم، بعدما نجحت جهود الدول الساعية لتحجيم التنظيم، وإن لم تنجح في تحقيق هدف القضاء عليه، بسبب عدم جدية بعض القوى العالمية مثل الولاياتالمتحدة، وتركيا في ذلك. وخلال الأيام الأخيرة، تصاعدت وتيرة التحذيرات من تنامي فرص عودة التنظيم إلى قوته، التي كان عليها قبل شهور في العراقوسوريا، بفضل استمرار التمويل، وتوفير الملاذ الآمن لقادته. الخبراء الأمنيون يرون أن تنظيم داعش تلقى هزائم قوية خلال الفترة الماضية، لكنها لم تكن كافية لتفكيك خلاياه بشكل نهائي في ظل ما يلقاه من تمويل مالي ضخم تقوده بعض الدول مثل قطر وتركيا، فضلا عن توفير الأخيرة ملاذات آمنة لقادة التنظيم، في الجزء الخاضع لها بشمال سوريا. ويشير الخبراء أيضا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست جادة في القضاء على داعش بشكل نهائي، بدليل اتفاقها مع التنظيم على تأمين انتقال نحو 400 من قادته من مناطق هزائمهم في العراق، شرق نهر الفرات، إلى مناطق أكثر أمنا في غربه، بالإضافة إلى ما سبق فإن الاعتماد في مواجهة داعش إقليميا ودوليا على الحل الأمني، وتجاهل الحل الفكري، وكذلك عدم الانتباه للعوامل التي أسهمت في انضمام الأتباع إليه ومنها الفقر والبطالة، على الأقل في المحيط العربي، جعل المواجهة من الهشاشة بمكان، حتى إنها لن تقضي على التنظيم، طالما استمرت على هذا المنوال، بحسب الخبراء والمراقبين.