لا يبدو كرسام فقط تحاوطه اللوحات من كل جانب، وتمتزج حوله رائحة الألوان بنسيم البحر فحسب، بل شكلت لوحاته حالة خاصة، فتقف أمامه لتحدثه، تراه هائمًا فى حالة شاعرية مع رسوماته، لا يسمع سوى تلاطم الأمواج، ولا يرى غير تفاصيل رسمته، فبدأ مع «البورتريهات» كأنه داخل لوحة فنية هو جزء لا يتجزأ منها. يدفعك الإعجاب أو ربما الفضول لاقتحام الحالة التى نسج خيوطها حوله، فتُصر على جلبه من عالم الألوان وترجمة المشاعر والأفكار على الورق، إلى عالم الواقع ليترك الفرشاة من يده، ويرسم بكلماته عشقه للفن، فهو أسوانى المنشأ قاهرى الموطن، حملته رياح الموهبة إلى مدينة الإسكندرية، وجذبه الشغف إلى شواطئها، ليجلس يوميًا من الحادية عشرة صباحًا إلى الخامسة مساء، ليرسم اللوحات للمارة مقابل أربعين جنيهًا للوحة أو البورتريه. ينسج «سعد الدين المصري» خيوط حبه بالرسم طيلة ساعات النهار، قائًلا: «اللى جابنى هنا عشقى للرسم، بلاقى نفسى وأنا برسم، ولما «المرسم» اللى فى القاهرة اتأثر بتراجع السياحة، قررت اجى هنا أرسم ع الشط للناس». قرر «سعد» صاحب الخمسين عامًا، مرغمًا، أن يترك زوجته وأولاده الثلاثة، الذين وصفهم بعبارة «أنا عندى 3 رجالة زى الورد»، فتتبع هواه وشغفه، وأصبح رفيقًا لشواطئ الإسكندرية منذ عام ويعود إلى أسرته مرة واحدة فى الشهر، وبالطبع هذا ما يقتضيه «أكل العيش»، فيحكى تجربته، قائًلا: «جيت هنا من حبى للرسم وعشان مش عايز أشتغل أى حاجة تانية، أصل أكل العيش وطلبات أسرتى هما أهم حاجة، فلقيت إسكندرية هى أكتر مكان هظهر فيه موهبتى».