شاب بسيط يعيش مع أسرته فى مدينة عروس الصعيد، لا يفكر فى الغد، على ملامح وجهه السعادة والرضا، يحلم بتحقيق الحلم الذى راوده منذ سنوات مضت، بأن يكون أشهر خطاط فى كافة محافظات مصر، لا يعنيه فى الحياة سوى ممارسة هوايته التى اكتشفها منذ عامين، عانى كثيرًا فى حياته إلا أنه لم يستسلم، واجه التحديات الصعبة بابتسامة أمل، اتخذ أدواته الفنية سلاحًا للدفاع عن موهبته، لا ينام حتى يقرأ الجديد فى مجال هوايته، وقد ينام وهو جالس من شدة التركيز التى تسيطر عليه يوميًا، يحرص على تنمية موهبته بشكل متواصل، مرت السنون والتحق بمعهد الخطوط الإسلامية؛ لاستكمال ماراثون إتقان فنه بكافة أشكاله، فهو يمتلك حرفة الإبداع التى نشأ بها. يأخذ «الفوم» ويضعه فى غرفته ثم يصمم منه أشكالا مجسمة مختلفة، ومن خلال هذه الفكرة أقنع الجميع أنه قادر على إضافة الجديد والخروج عن المألوف، واستكمل إبداعه باستخدام الكتابة بالخط العربي. أحمد بكر، فى العقد الثانى من العمر، ابن محافظة المنيا، بدأ هوايته برسم الورود على لوحة بورق الفوم، ومنها أتقن الفن وأدخل الكتابة عليها، لا يرتبط فنه بمجاله الأكاديمي، بعدما تخرج فى كلية التجارة، وأصر على ممارسة موهبته بعيدًا عن شهادته، لم يضعها فى البداية كمكسب رزق، ولكن مع مرور الوقت أصبحت لديه فئة ملحوظة من الشباب يقبلون عليه لشراء أعماله، حتى تحول عمله من مجرد هواية يمارسها فى أوقات فراغه إلى حرفة تجارية أساسية. ويقول إنه بدأ الكتابة على «الفوم الجليتر»، ثم انتقل إلى تصميم أشكال مجسمة منها «فانوس رمضان والبط»، حتى أدخل تجربة الخط باستخدام «عصا الفرش» على الجدران.. وأنه يميل إلى فن الكتابة بالخط العربي. ويضيف «أحمد»: أنه بدأ ينمى نفسه بإدخال موهبته فى مجال عمله، ومنها افتتح مكتب خاص؛ لتصميم الأشكال المجسمة بالفوم، والكتابة على اللوحات المدرسية، وأقبل عليه العديد من طلاب المدارس. ويتابع الفنان الموهوب: أنه استغل مناسبة عيد الحب، وبدأ يعمل فى تصميم دباديب وورود مجسمة بالفوم، ويلفت إلى أن أكثر الرسومات التى يميل إليها، هى لوحات من الطبيعية، ويختتم: «بحلم إنى أبقى خطاط مشهور فى مصر».