أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، التزام بلاده دعم لبنان، لاسيما في ضوء أن إيطاليا تعد أول شريك أوروبي والثاني في العالم للبنان، مما جعلها مصدر ثقة متجددة للمجتمع الدولي الذي أولاها قيادة بعثة حفظ السلام "المهمة والمعقدة في لبنان". جاء ذلك خلال تفقد رئيس الحكومة الإيطالية، مقر الكتيبة الإيطالية العاملة في إطار قوات الأممالمتحدة المؤقتة في الجنوب اللبناني (يونيفيل) يرافقه رئيس بعثة القوات الأممية وقائدها العام الجنرال ستيفانو دل كول، حيث استمع إلى شرح تفصيلي عن الوضع في المنطقة وطبيعة العمل والمهمة الموكلة إلى جنود حفظ السلام الإيطاليين. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية) أن رئيس الحكومة الإيطالية، اطلع على أوجه التعاون الوثيق مع الجيش اللبناني والجهود في سبيل استتباب الأمن والاستقرار في منطقة عمل الكتيبة الإيطالية، إضافة الى دعم السلطات المحلية والسكان المحليين عبر الإنجازات الكبيرة لمكتب التعاون المدني العسكري الإيطالي. وأشارت إلى أن "كونتي" وجه باسم إيطاليا حكومة وشعبا التحية للجنود الإيطاليين مثنيا على "العمل الممتاز والجهود الجبارة في سبيل خدمة السلام في جنوبي لبنان" ومعربا عن فخره وسعادته بأداء قوات حفظ السلام الإيطاليين وعملهم اليومي وفقا لقرار مجلس الأمن 1701 لأجل السلام واحترام عادات وتقاليد وثقافة الشعب اللبناني. جدير بالذكر أن قوات اليونيفيل وهي قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات تتألف من 40 دولة تقريبا، أنشئت وفقا لقرارات الأممالمتحدة المتعاقبة لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان، وفرض السلام والأمن، ومساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها الفعلية في المنطقة. كما أوكلت إلى اليونيفيل، في أعقاب الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006، مهمة رصد وقف الأعمال العدائية، ومرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية خلال انتشارها في جميع أنحاء الجنوب اللبناني، بما في ذلك على طول الخط الأزرق (الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل والذي وضعته الأممالمتحدة عام 2000) بينما تسحب إسرائيل قواتها المسلحة من لبنان. وتقوم قوات اليونيفيل، أيضا، بمساعدة الحكومة اللبنانية بناء على طلبها، في تأمين حدودها وغيرها من نقاط الدخول، لمنع دخول الأسلحة والعتاد العسكري إلى لبنان دون موافقته، وضمان عدم استخدام مناطق انتشار القوات الدولية في أية "أنشطة عدائية". وتضم قوات اليونيفيل، حاليا، 10 آلاف و500 جندي حفظ سلام يقومون بنحو 14 ألف نشاط ميداني شهريا على مدار الساعة في منطقة العمليات، كما يعمل في البعثة أكثر من 800 موظف مدني، وتضم اليونيفيل قوة بحرية تتألف من 6 سفن.