«يسرى»: «اللى بيشتغل فى المهنة دى لازم يكون بيحبها عشان يقدر يبتكر فيها» عودة إلى الزمن الجميل، سبرتاية وكنكة، وفنجان قهوة ساعة العصاري، صاحب المزاج عند يعبر من بوابة النصر إلى منطقة تعرف باسم «المبيضة»، تلك المنطقة التى اشتهرت بوجود ورش خاصة بصناعة السبرتاية والكنكة بها، فهناك أصوات آلات الخراطة والطرقة وغيرها من الأصوات المتداخلة، لكن يشد انتباهك صوت الفنان محمد قنديل على أغنية «يا حلو صبح»، هنا فقط تتوقف قدمك لتدخل إلى مكان تصنيع السبرتاية، وتجد كل شخص يجلس أمام الآلة الخاصة به ويبدع فى إخراج القطعة المسئول عنها. «الصنعة دى من الحرف المهمة فى التراث المصري، وتعتبر من أشغال الهاندميد التى تكاد تنقرض».. هكذا بدأ الحاج «يسرى رشاد» حديثه عن تصنيع السبرتاية والكنكة، متابعًا: «العمالة قلت جدا وهى شغلة موسمية وبتعتمد على السياحة سواء كانت سياحة عربية أو أجنبية.» «فكرة السبرتاية قديمة جدا وتطوير الأشكال بيرجع لابتكار المصنع نفسه، والعامل المصرى عنده خبرة الابتكار والتجميل والذوق، لأن اللى بيشتغل فى المهنة دى لازم يكون بيحبها عشان يقدر يبتكر فيها». وعن خطوات التصنيع، أضاف الحاج يسري: «القطعة بدايتها عبارة عن شريحة خام، بتدخل على المخرطة على القالب المخصص للشكل بتجهز عليه، وبعدها بتنزل عند السمكرى بيبدأ يحط الكعب بتاعها اللى بتتقفل بيه من الداخل، وبعدين ترجع تانى المخرطة تتقفل وترجع مرة ثانية للسمكرى يحطلها الأرجل والمشتملات الخاصة بيها وبعدها بتتلمع وتتفنش». «الشغلانة دى عمرها ما يتحددش.. لأنها قديمة جدا جدا وتوارثته أجيال ورا أجيال ورا أجيال، لكن الأهم من دا كله إننا نحافظ عليها وعلى تراث الزمن الجميل اللى خلاص بقى بيختفى يوم ورا يوم»، متمنيًا أن تكون هناك توعية بالتراث المصرى وتنظيم ورش تدريب وتوعية خاص بالحرف التراثية.