قال محمد محمد مستجاب، نجل الأديب الكبير الراحل محمد مستجاب، إن والده كان مهتما جدا باللغة العربية وقواعدها، وكان مدركا جدا لها ومحترفا في العمل بها، بل كان أيضا يحب أن يلاحظ اللغة في كل شيء من حوله ويتأمله ويقومه بالتصحيح أو التعليق عليها أو إعراب الكلمات. وأضاف مستجاب الابن لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش زيارته لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين، أن مستجاب الأب لطالما بحث من خلال كتاباته عن قارئ يفهم القصة ويحصل على الفائدة منها، وقد تكون تلك الفائدة أن يُعلم القارئ شيئا ما من خلال فتح أعينه على تفاصيل لا يمكن رؤيتها بالنظرة الأولى للأشياء. مشيرا إلى أن كتب الأعمال الكاملة للكاتب محمد مستجاب، سيتم إصدارها في وقت قريب. وتابع أن مستجاب من جيل صاحب تجربة، قد تكون مختلفة عن كاتب آخر في الستينيات، لافتا إلى أن الكاتب الراحل كان مقتنعا أن الكتابة يجب أن يكون لها طعم لذا اهتم كثيرا بالتفاصيل، واهتم بفكرة التعايش لذا فكتاباته عن الصعيد نابعة من معايشته لحياة الصعيد، لذا فالكاتب الجيد هو من يذهب إلى المكان ويعيش به ويتعايش مع أهله. وأشار إلى أن الأجيال الجديدة كلها تحصل دائما على الجوائز ولكن على الرغم من الإنتاج الأدبى فلا تفوز تلك الأجيال بالقراء الذين يعودون لقراءتهم مرة أخرى. وتذكر أن محمد مستجاب لم يكن كاتبا فقط بل إنه كان مثقفا ومهتما بالفن والفنون بأشكالها من السينما إلى الرسم والتصوير والموسيقى، وكان عندما يتأمل عملا فنيا يجب أن يتأمله تأملا كاملا، ويدرس تفاصيله ويبحث عن المعانى من خلفه، فينظر للوحة بألوانها وتفاصيلها وطريقة الرسم أو التصوير بها وما تحمله من معانٍ، وكذا السينما، فكان يتأمل العمل السينمائى ويدرك المعانى وراء الأشياء ويبحث عما يريد المؤلف أو المخرج يريد أن يقوله. وطبقا لرواية ابنه، في ندوة "كاتب ومشروع" المقامة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورة يوبيله الذهبي، كان محمد مستجاب منظما جدا في كتابته، وكان منتظما أيضا في الكثير من كل الصحف العربية المختلفة، وعلى الرغم من ذلك لم يكن معتزلا عن المنزل، وكان مشاركا في كل التفاصيل. فى حياته العملية كان موظفا في مجمع اللغة العربى، ولكن قبل أن يعمل في المجمع كان يعمل في السد العالى، وكانت له الكثير من الحكايات في السد العالى ومع العاملين قبل أن يقابل وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة على سلالم قصر ثقافة أسوان، وقام ثروت عكاشة بالتأشير له لنقله للعمل في مجمع اللغة العربية في وزارة الثقافة. وكان لمحمد مستجاب وجهة نظر في التعامل مع الناس وخصيصا في المشكلات، فكان يلجأ له الكثيرون لحل مشاكلهم وشكواهم، لذا كان دائما ما ينظر إلى التفاصيل الصغيرة والأسباب وراء كل ما يحدث من خلال التفاعل مع الناس. ومحمد مستجاب هو أديب مصري معاصر، كتب القصة القصيرة والرواية والمقال الأدبى، تميزت أعماله بالاستخدام الراقى لمفردات اللغة وصياغة إبداعاته في جو يختلط فيه الحلم مع الأسطورة مع واقعية ساخرة. نشر أول قصة قصيرة وكانت بعنوان "الوصية الحادية عشرة" في مجلة الهلال في أغسطس 1969، وقد جذب إليه الأنظار بقوة، وأخذ بعد ذلك ينشر قصصه المتميزة في مجلات عدة. صدرت روايته الأولى "من التاريخ السري لنعمان عبدالحافظ" عام 1983 التي حصل عنها على جائزة الدولة التشجيعية عام 1984 وترجمت إلى أكثر من لغة، وتلتها مجموعته القصصية الأولى "ديروط الشريف" عام 1984 ثم أصدر عدة مجموعات قصصية منها "القصص الأخرى" عام 1995 ثم "قصص قصيرة" عام 1999، ثم"قيام وانهيار آل مستجاب" عام 1999 التي أعيد طبعها ثلاث مرات بعد ذلك. وصدر له "الحزن يميل للممازحة" عام 1998، وأعيد طبعها أيضًا عدة مرات، ثم أصدر روايتين هما "إنه الرابع من آل مستجاب" عام 2002 و"اللهو الخفي" التي صدرت قبل شهرين من وفاته. وحولت إحدى قصصه إلى فيلم سينمائي عنوانه "الفاس في الراس".