عندما وصل كارلو أنشيلوتي إلى ستاد سانتياجو برنابيو في الصيف الماضي، كان يعرف أنه سوف يدير فريقا لم يساهم في تكوينه أو اختيار أي لاعب من لاعبيه. ولم يعترض أنشيلوتي قبل التعاقد على أي من طلبات النادي مثل المنافسة على دوري أبطال أوربا، البطولة الغائبة عن الفريق منذ أكثر من عشرة أعوام، وأيضا التأكيد على قدرته على صنع فريق يقوم بلعب الكرة الجميلة، بعد سنوات من المقارنة بين برشلونة المبهر والمتربع على عرش البطولات، وبين ريال مدريد الذي يلعب بطريقة دفاعية مع جوزيه مورينو. والأهم من هذا وافق أنشيلوتي على عدة طلبات من الإدارة بخصوص عدد من اللاعبين الذين يرغب رئيس النادي في رحيلهم عن النادي أو لا يرغب في مشاركتهم. وأصبح لاعبو ريال مدريد مقتنعين بأن مدربهم لا يطبق أفكاره، وإنما ينفذ أوامر رئيس النادي التي تصله عن طريق مساعده زين الدين زيدان. جلوس كاسياس على مقاعد الاحتياطي في الدوري لم يكن قرار أنشيلوتي، بل إنه قرار فلورنتينو بيريز، وأن حاول أنشيلوتي الدفاع عن مشاركة دييجو لوبث في الدوري قائلا إنه الأفضل، فسوف يتم طرح سؤال بديهي: إن كان دييجو لوبث أفضل من كاسياس، لماذا لا يشارك في دوري أبطال أوربا أيضا؟ أما فيما يتعلق باللاعبين غير المرغوب فيهم، مثل أوزيل الذي رحل إلى أرسنال، وأيضا مورديتش ودي ماريا وتشابي ألونسو، فهذه هي معركة أنشيلوتي الحالية. لقد قام فلورنتيتو بيريز بالتعاقد مع جاريث بيل (100 مليون يورو) وأيسكو (35 مليون يورو) وإيلارامينيدي (40 مليون يورو) لكي يشاركوا كأساسيين ويرحل الآخرون. لكن، بعد محاولات عديدة للتوليف بين هؤلاء اللاعبين أصبح أنشيلوتي مقتنعا بعدم صلاحية معظهم للعب في ريال مدريد، على الأقل في هذا الموسم. ولهذا شهدت المبارايات الماضية تألق مورديتش ودي ماريا وتشابي ألونسو، وأيضا خيسيه. ورغم تألقهم، ورغم أن ريال مدريد أصبح يفصله نقطة واحدة عن برشلونة المتصدر، لا تبدو إدارة النادي مقتنعة بما يفعله المدرب الإيطالي. وإن لم يفز بدوري الأبطال، أو على الأقل بالدوري الاسباني، فمن المرجح أن يرحل في الصيف عن ريال مدريد.