الجامعات هى ساحات العلم فى أى دولة ومنها يجب أن تخرج القيم والأخلاق.. وهى المنوطة أن تخرج جيلًا متزنة بكل المقاييس النفسية والاجتماعية.. كما أن مسئولية أى مشكلة اجتماعية تعد ظاهرة تهدد تقدم البلد فى جميع النواحى تقع على عاتقها.. من أهم المشاكل التى باتت تهدد مجتمعنا هى التحرش ضد المرأة وعدم شعورها بالأمان.. ولكن للأسف تعرضت المرأة داخل إحدى بعض الجامعات للتحرش أيضا، حيث وقعت عدة حوادث تحرش ببعض الجامعات وتم التعامل معها قانونيًا، وأثارت الرأي العام والجماهيري عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا.. من هنا نعرض أهم تلك الحوادث.. والإجراءات التي تتبعها الجامعات حيال تلك القضية.. وخطوات الجامعات تجاه التعامل مع هذه المشكلة الاجتماعية.. إضافة إلى دور وزارة التعليم العالى الذى أعلنت عنه مؤخرًا تجاه تلك القضية. مناهضة التحرش وفق بيان المجلس القومى للمرأة الذى أعلن فى بيان له، أن عدد وحدات العنف بالجامعات أصبح 18 وحدة على مستوى 18 جامعة من إجمالي 26 جامعة في مصر. وهذه الوحدات تعمل لمناهضة التحرش والعنف ضد الطالبات، ودورها حماية حقوق الطالبات ومعاقبة المتحرش، ويسير عملها على النحو التالي: يواجه الطالب المتهم بالتحرش تحقيقا أمام محاميتين مدربتين، ويتم توجيه أسئلة معينة تكشف مدى صدقه أو كذبه. أما بالنسبة للأساتذة فيتم التحقيق معهم من قبل أستاذ فى كلية الحقوق، ويسهل إثبات التهمة إذا كان التحرش إلكترونيا عن طريق السوشيال ميديا أو تطبيقات الهاتف المحمول، أما التحرش الجسدى أو اللفظى العادي، وبلا شهود؛ فتصعب معه إدانة المتهم. بعد إثبات التهمة يتم تحويل المدان إلى لجنة تأديب تراجع ما انتهت إليه لجنة التحقيق، وتصدر حكما من الأحكام السابق ذكرها. كما تلتزم الوحدة فى الجامعات بدور توعوى يتمثل فى تنظيم الندوات والدورات التدريبية للطلاب وأفراد الأمن على التعامل مع مواقف التحرش، بما يضمن حماية المعتدى عليه. وتماشيًا مع حملة ال16 يوما العالمية المناهضة ضد المرأة خلال آخر شهر نوفمبر وبداية شهر ديسمبر، والتى تعد حملة عالمية تشارك فيها الجامعات الدولية والمحلية ومنظمات المجتمع المدنى المهتمة بمناهضة العنف ضد المرأة تحت رعاية الأممالمتحدة قامت معظم الجامعات بعمل ندوات توعوية عن العنف ضد المرأة على رأسها جامعة القاهرة قامت بتنظيم ندوات على مدار 16 يوما وكان من ضمن الفعاليات ندوة تحت مسمى «آخر رجل متحرش فى مصر»، وفى عين شمس كانت تحت عنوان «أنت أقوى». إجراءات ضد المتحرشين تتخذ الجامعة إجراءات متعددة فى حال اتهام أحد الطلاب أو الأساتذة بالتحرش أو الاعتداء الجنسي، وأول هذه الإجراءات هى الوقف عن العمل بالنسبة للأساتذة والمحاضرات بالنسبة للطلاب. ويتم تطبيق أحكام المادة 126 من قانون تنظيم الجامعات والتى تشمل تأديب الطلاب وتوقيع عقوبات تصل إلى الفصل النهائى من الجامعة وعدم قبوله فى أى جامعة أخرى داخل مصر. أما بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس فيتم تطبيق أحكام المادة 110 من قانون تنظيم الجامعات، والتى تصل عقوباتها للعزل مع الحرمان من المعاش. وفى بعض الأحيان يمكن أن تحال الواقعة للنيابة العامة، وينص القانون على أن «كل فعل يزرى لشرف عضو هيئة التدريس أو من شأنه أن يمس نزاهته أو فيه مخالفة لنص المادة (103) يكون جزاؤه العزل، ولا يجوز فى جميع الأحوال عزل عضو هيئة التدريس إلا بحكم من مجلس التأديب، وفقًا لقانون تنظيم الجامعات». تقرير وندوات أعلن دكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، أنه تلقى تقريرًا مقدمًا من محمد محمود، رئيس قطاع التنمية والخدمات بالوزارة حول الجهود التى قامت بها لجنة تكافؤ الفرص بالوزارة خلال الفترة الماضية. وأشار التقرير إلى أنه تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين العاملين من الجنسين بالوزارة، والمساهمة فى خطة التنمية المستدامة بالدولة 2030، تم تنظيم العديد من الندوات التثقيفية لطالبات الكليات التكنولوجية والموظفات التابعات للوزارة حول عدد من القضايا، منها: ندوات ضد التحرش، ومناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة، فضلًا عن حملات التوعية الهادفة إلى رفض كل أشكال العنف ضد المرأة. وأوضح التقرير قيام لجنة تكافؤ الفرص بتطوير نظام العمل بالوزارة بما يضمن تمثيل المرأة ومشاركتها فى عمليات التخطيط، ووضع السياسات، وتنمية قدراتها وتأهيلها لتولى المناصب القيادية بالوزارة. ومن جانبها، أشارت أشجان عبدالكريم، مدير عام الإدارة العامة للتخطيط والمتابعة ورئيس لجنة تكافؤ الفرص، إلى أن مشاركة المرأة فى أنشطة اللجنة كان بنسبة 70٪، كما تم حل 87٪ من الشكاوى والالتماسات الخاصة بالمرأة، والمقدمة للإدارة العامة لخدمة المواطنين.