قال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إن صلاة " الأبانا" تجد جذورها في واقع الإنسان الملموس فهي تجعلنا نطلب الخبز، الخبز اليومي الذى هو طلب بسيط ولكنّه جوهري. وأضاف في عظته اليوم بساحة القديس بطرس بالفاتيكان: الإيمان ليس مجرّد "زينة" أو أمرًا منفصلًا عن الحياة يتدخّل فقط بعد أن نكون قد أرضينا جميع احتياجاتنا الأخرى، وأنما الصلاة تبدأ مع الحياة. واستطرد: يعلمنا يسوع أن الصلاة لا تبدأ في حياة الإنسان بعد أن يكون قد ملأ بطنه، بل هي تُعشش حيث يكون هناك إنسان جائع، يبكي ويكافح، يتألّم ويتساءل عن السبب. وأكمل: أن صلاتنا الأولى، هي بمعنى ما، البكاء الذي رافق أول نفسٍ لنا، ففي بكاء المولود الجديد نعلن عن مصير حياتنا بأسرها جوعنا الدائم وعطشنا الدائم، وبحثنا عن السعادة. وأوضح: صلاة الطلب هي حقيقية أيضًا، إنها عفويّة وهي فعل إيمان بالله الذي هو أب صالح وضابط الكل، كما هي أيضًا فعل إيمان بنفسي أنا الصغير والخاطئ والمعوز ولذلك فصلاة الطلب هي أمر نبيل جدًّا. ولفت إلى أنَّ الله يُشفق علينا ويريد أن يتكلّم أبناؤه معه بدون خوف وبشكل مباشر، ولذلك يمكننا أن نخبره بكل شيء، حتى عن الأمور التي تبقى ملتوية وغير مفهومة في حياتنا، وقد وعدنا بأنّه سيبقى معنا إلى الأبد حتى يومنا الأخير على هذه الأرض. واختتم: أنَّ الصلاة لا تسبق الخلاص وحسب بل هي تحتويه أيضًا لأنها تحرر من يأس من لا يؤمن بوجود مخرج من العديد من الأوضاع التي لا تُطاق، فالأناجيل تقدّم لنا هتاف الفرح الذي فاض من قلب يسوع المفعم بالدهشة الممتنّة للآب.