تحولت محلات الملابس المستعملة بمحافظة بورسعيد فى الآونة الأخيرة، بكل أحيائها إلى ظاهرة لافتة للنظر، خاصة بعد تزايد الإقبال عليها من كل فئات المجتمع، حيث بدأت المحلات فى الظهور بأرقى الشوارع والمناطق بالمدينة الساحلية، بعدما كانت منحصرة فى المناطق والأسواق الشعبية الشهيرة مثل شارع الحميدي، وأمام سوق السمك، وخلف مسجد التوحيد حيث لم تعد تلك النوعية من الملابس للفقراء أو محدودى الدخل كما كان الحال فى الماضي، بعدما أصبح الأغنياء والطبقة المتوسطة يتسابقون عليها لشراء الماركات العالمية منها بنصف سعر الجديدة منها التى يتم عرضها بالمحلات الكبرى فى شارعى الجمهورية وعاطف السادات. وتسبب هذا الإقبال الشديد على شرائها، فى ارتفاع أسعارها مقارنة بالعام الماضى بنسبة تتراوح ما بين 25 و40٪، وعلل التجار ذلك لارتفاع سعر الدولار واستيراد نوعيات عالية الجودة من الملابس المستعملة تتناسب مع الطبقات الغنية والمتوسطة التى تعتمد عليها بشكل أساسي. يقول محمد سالم، مسئول محل ملابس مستعملة، إن معظم محلات الملابس المستعملة أصبحت تهتم بالملابس عالية الجودة التى يشتريها الزبون ميسور الحال أو متوسط الدخل، لأنها تشهد إقبالًا عاليًا وتحقق ربحًا أكثر لأنها تباع بالكيلو، على عكس الملابس المستعملة ذات الدرجة المتدينة والتى يقبل عليها الفقراء فقط وتباع بالقطعة بمكاسب قليلة للغاية، لذلك فارتفاع سعرها أمر طبيعي، لذلك وصلت أسعار الملابس الشتوية ذات الماركات العالمية الكبيرة إلى 750 جنيهًا، وأحيانًا أكثر وهناك أيضًا أنواع أقل جودة أو ماركة وصل سعرها إلى 300 جنيه، فالأسعار متفاوتة بين محل وآخر وداخل المحل نفسه أيضًا. اتفق معه رامى حسين، صاحب محل ملابس مستعمل بحى العرب، قائلًا: «هناك جواكت شتوى وصل سعرها إلى 750 جنيهًا للكيلو، وملابس حريمى سعرها 650 جنيهًا للكيلو، وأحذية يتراوح سعرها ما بين 250 و350 جنيهًا للكيلو، موضحًا أنه عند الحساب بالكيلو فهناك قطع يمكن للمواطن شراءها ب120 جنيهًا للملابس الخفيفة حتى 650 جنيهًا وأكثر للقطعة الواحدة للملابس الشتوية الثقيلة خاصة الجاكتات والسويترات، مؤكدًا أن الزبون يشترى قطعة ملابس عالية الجودة بسعر أقل من نصف ثمنها الجديد بالمحلات الكبرى، لذلك فالزبون كسبان، مضيفًا: «الكل بيرزق والحال صعب على الجميع.. قول يارب يا باشا». بينما المواطنون برروا إقبالهم على الملابس المستعملة لأنها أقل من مثيلتها المستوردة بالمحلات الكبري، وذات ماركات عالمية مقارنة بالملابس المحلية الصنع التى تباع بنفس سعرها تقريبًا، حيث أكدت شيماء فتحي، ربة منزل، على أنها وزوجها اعتمدا بشكل أساسى على الملابس المستعملة عالية الجودة للشراء منها لهما وأطفالهما، لافتة الى أنها تقوم بتطهيرها وغسيلها جيدًا قبل ارتدائها، وقالت: «اشتريت جاكت لابنتى ب250 جنيهًا، ووجدته يباع فى محل كبير ب700 جنيه». أما «محمد حسين»، موظف حكومي، فقال: «نفسى ألبس أولادى أحسن وأغلى لبس، وبسبب الظروف المادية أعتمد على شراء ماركات عالمية من الملابس المستعملة أو الاستوكات، ومع الإقبال الكبير عليها تضاعف سعرها وبعدما كنت أشترى 3 أو 4 قطع لكل طفلة أصبحت أشترى قطعة واحد أو قطعتين فقط، فهناك ملابس وصل سعرها للقطعة إلى 650 جنيهًا».