احتفل مركز سيدة السلام، التابع لمطرانية اللاتين في عمان، بالأردن، اليوم الإثنين، باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، تحت عنوان: "تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة لضمان الشمول والمساواة"، بحضور النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي، والبطريرك فؤاد الطوال، وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية، والمؤسسات الداعمة، وطلبة المركز وذويهم. وقال عمر حمزة، أمين عام وزارة التنمية الاجتماعية، راعي الاحتفال في كلمته: "أخذ مركز سيدة السلام للأشخاص ذوي الإعاقة منذ تأسيسه عام 2004، القيام بواجباته الإنسانية الجليلة التي عملت وتعمل على تمكين هؤلاء الأشخاص وتدريبهم وتأهيلهم وتزويدهم بكل المعارف والمهارات التي تساعدهم في الاندماج في المجتمع ليكونوا أفرادًا قادرين، مساهمين ومنتجين، في كافة مناحي الحياة، ولعلّ قصص النجاح العديدة في هذا المركز لهو خير دليل وشاهد على رؤية وفلسفة المركز السديدة بحيث أصبح داعمًا أساسيًا لتعليم وتدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة". وأضاف: "يقاس تقدّم المجتمعات في عصرنا الحاضر بمقدار ما توليه من اهتمام وعناية لمواطنيها كافة، وللأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص، فالحفاظ على حقوقهم وتعزيز حصولهم على الخدمات بيسر وعدالة تشكّل معيار للتقدّم والنهوض التي تعيشه الأمة. وقد تحققت في عهد الملك عبدالله الثاني إنجازات كبيرة وهامة، لعلّ أبرزها صدور قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، رقم 20 لسنة 2017، والذي جاء لكي يواكب التطورات الحديثة والتشريعات والمعايير الدولية. وتعمل الوزارة حاليًا على ترجمة ما جاء في هذا القانون على أرض الواقع بالتعاون مع الجهات الشريكة". وأشار مدير عام المركز الأب شوقي بطريان، إلى أن تجسيد هذا الشعار الذي تم اختياره من قبل الأممالمتحدة ليس سهلًا، ولكن مجرد التواجد جنبًا إلى جنب مع الأشخاص ذوي الإعاقة هو دلالة على السعي نحو نحقيق هذا الهدف". وأضاف: "نحن أمام اختيارين: إما أن نكون عائقًا أمام هذا الشمول، أو جسرًا نصل من خلاله إلى هذا التكامل والمساواة"، مؤكدًا على أن هذا الدور على عاتق الجميع"، ومشددًا على ضرورة أن يقوم العاملين في المجال التعليمي بتهيئة الظروف المناسبة للالتحاق بالمدارس في مرحلة معينة، لكي لا يذهب كل ما تقوم به المراكز من تهيئة أدراج الرياح. وأضاف: "حسب الإحصائية الأممية لعام 2018، فإن أكثر من مليار شخص يعانون من إعاقات مختلفة، والكثير يعيشون في عزلة عن المجتمع، ونحن نريد أن نغيّر لك، وهذا ما نحاول أن نقدمه في هذا المركز؛ حيث إن نسبة ذوي الإعاقة في الأردن تصل إلى 13% من عدد السكان. ونحن في المركز نحاول أن نقدّم هذه الخدمة لحوالي 200 شخص كل شهر. وبالتالي العمل على تقليص هذه العزلة في كل المجالات الحياتية هو واجب كل واحد منا. وهذا التصميم هو واضح في رؤية الأردن 2025 بشأن الأولويات الخاصة بالمجتمع والتي أقرّت: تعزيز الاحترام للفئات المستضعفة والمهمشة، دعم الأشخاص ذوي الإعاقة ليشاركوا في جميع أنشطة المجتمع، توفير الحماية القانوية للأشخاص ذوي الإعاقة، توسيع الانتفاع والتمكين والجماعية الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة". واشتمل الحفل على فيديو مصوّر للخدمات الشاملة والمتكاملة التي يقدمها المركز للشخص ذوي الإعاقة سعيًا لإعادة تأهيله وإدماجه في المجتمع، وعلى فيديو آخر لعدد من قصص النجاح لطلاب المركز، وعلى فيديو تطرق إلى الخبرات الإنسانية المتنوعة التي عاشها طلاب مدرسة الجالية الدولية مع هؤلاء الأطفال، بالإضافة إلى فقرات فنية قدّمها كل من طلبة الجامعة الأميركية في مادبا ومدرسة راهبات الوردية في مرج الحمام، بالاشتراك مع طلبة المركز. وخلال الاحتفال، تم الإعلان عن إنشاء نادي أصدقاء مركز سيدة السلام داخل الجامعة الأميركية في مادبا، ليكون نواة لعمل مؤسسي اجتماعي وإنساني، يفتح من خلاله أبواب المركز لمن يرغب من طلاب الجامعة في الأعمال التطوعية السنوية. وتم عرض لأعمال طلبة المركز ضمن برنامج تم إطلاقه ويهدف إلى تنشئتهم على إتقان مهارات حياتية كإعداد الطعام والبستنة. وتم تقديم عددًا من الجوائز التي أطلقها المركز للأعمال المتميزة عن فئة المدارس، وتهدف إلى احترام الاختلافات الموجودة بين أبناء البشر، ولإطلاق الطاقات والإبداعات الكامنة فيهم، وكيفية مساعدتهم على الإندامج في المجتمع، بالإضافة إلى تكريم المؤسسات الداعمة لرسالة المركز ورواده من الأطفال.