قدمت الصين مقترحا من خمس نقاط من أجل زيادة دعم التعاون الإقليمي بين دول منطقة شرق آسيا. جاء ذلك في كلمة لرئيس مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) "لي كه تشيانغ" خلال قمة شرق آسيا ال13 في سنغافورة، والتي شارك فيها قادة الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، إلى جانب أسترالياوالصين والهند واليابان ونيوزيلندا وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وقال تشيانغ، إن زيادة دعم التعاون الإقليمي تتطلب التمسك بالتعددية، وحماية التجارة الحرة، وبذل جهود لتسريع وتيرة التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتعزيز التعاون الإقليمي بشأن التنمية المستدامة، وإجراء حوار وتعاون على المستويين السياسي والأمني. وأضاف تشيانغ أن الصين تؤيد إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية يقوم على الاحترام المتبادل والنزاهة والعدالة والتعاون المربح للجميع، مؤكدا أن الصين مستعدة للعمل مع كافة الأطراف لحماية النظام الدولي القائم على القواعد. وحث تشيانغ على تنسيق الجهود لبناء اقتصاد عالمي مفتوح ودعم النظام التجاري التعددي ومنظمة التجارة العالمية في القلب منه، إلى جانب تعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتيسيرهما. وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أنه مع دخول ترتيبات التجارة الحرة الإقليمية إلى مرحلة سريعة التنفيذ، يتعين على كل الأطراف إظهار العزم السياسي على السعي لإنجاز المفاوضات الخاصة بالشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة خلال وقت قريب، والارتقاء بالانفتاح والتعاون والتنمية الشاملة إلى مستوى أعلى. ودعا تشيانغ - كذلك - جميع الأطراف إلى تعزيز التعاون في المجالات الرئيسة، لاسيما الطاقة والبيئة والتعليم والمالية والصحة العامة وإدارة الكوارث وارتباطية الآسيان، مؤكدا أن الصين ستواصل عقد الندوات بشأن الطاقة الجديدة والإدارة البحرية، ودعم البحوث المشتركة بشأن علوم الأرض، إلى جانب تعزيز التنمية الشاملة. ولفت تشيانغ إلى أن الصين تدعم رؤية قائمة على الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، وأنها مستعدة لإقامة تعاون مع الدول الأخرى في مجالات، مثل: مكافحة الإرهاب والتغير المناخي والأمن الالكتروني، فضلا عن إجراء تدريبات مشتركة على مكافحة الإرهاب في 2019. وشدد تشيانغ على أهمية تعزيز دول منطقة شرق آسيا التشاور القائم على المساواة والانفتاح المتبادل من أجل الحفاظ على السلام والرخاء في المنطقة. وقال إن قمة شرق آسيا، التي انطلقت قبل 13 عاما، أصبحت منصة أساسية للحوار والتعاون في منطقة شرق آسيا، كما أنها لعبت دورا مهما في تعزيز الفهم المتبادل والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، فضلا عن دعم التنمية والرخاء. وشدد على أنه في ظل تصاعد عدم الاستقرار والشكوك في الأفق العالمي، تبرز أهمية الحاجة إلى التمسك بمفهوم العيش المشترك في وئام وتعاون متبادل النفع إلى جانب تعزيز التشاور على قدم المساواة بين مختلف البلدان وتعزيز الانفتاح المتبادل، من أجل الحفاظ على السلام والرخاء في منطقة شرق آسيا. وبشأن قضية بحر الصينالجنوبي، قال تشيانغ، إن بحر الصينالجنوبي السلمي هو الطموح المشترك لجميع الأطراف، وهو أمر يتفق مع مصالح جميع دول المنطقة، وإن الصين مستعدة للعمل مع دول المنطقة لجعل بحر الصينالجنوبي بحر سلام وصداقة وتعاون. وأكد أن الصين ملتزمة بالمضي قدما في مشاورات مدونة قواعد السلوك مع دول آسيان، وأنه خلال قمة الصين - آسيان التي عقدت قبل يومين، اتفقت الصين مع دول آسيان على استكمال القراءة الأولى لمسودة قواعد السلوك خلال 2019، مضيفا أن الصين اقترحت الانتهاء من المشاورات خلال 3 أعوام، الأمر الذي سيتيح لدول المنطقة حماية قائمة على القواعد للسلام والاستقرار والتجارة الحرة وحرية الملاحة والتحليق فوق بحر الصينالجنوبي.