ركزت موضوعات خطبة الجمعة اليوم على التذكير بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده والاقتداء بأخلاقه، إلى جانب مشهد الاستفتاء الدستوري وإيجابية الجماهير التي خرجت لممارسة حقوقها السياسية، وكذلك حرمة الدم. اشادت خطبة الجمعة بالجامع الازهر بالدستور والاستفتاء عليه، وأكد خطيب الجمعة بالجامع الأزهر الدكتور "خالد عبدالسلام حليمة" مدير عام الارشاد الديني بوزارة الاوقاف، ان الشعب بعد ان قال كلمته فى الدستور نحتاج الى ثورتين هما ثورة الأخلاق ووقف الأذى الذى ملأ الشوارع وكذلك ثورة اقتصادية بتقدم اخلاقي واقتصادي فى العمل. وشدد خطيب الجمعة بالأزهر على أن رسالة الاسلام التي جاء بها الرسول تتخلص فى جملتين هما "انه نبى الرحمة وبعث ليتم مكارم الأخلاق" مضيفا ان الله جعل الكمال البشرى فى شخص واحد هو الرسول ليكون قدوة فى خلقه وسلوكه حيث وصفه علماء الغرب بأنه أعظم رجل فى البشرية. وأضاف ان الأخلاق والقيم جبل اشم استطاع الرسول ان يعلوه، حيث جمع فى شخصه الكريم قيم وأخلاق الانبياء جميعا، حيث تجسدت فيه القيم والاخلاق الانسانية قبل البعثة فى سلوك جعل زوجته تصفه بأنه قرآن يمشى على الأرض، رفض غلظة العرب وفجور أهل زمانه قبل البعثة. وأوضح حليمة، ان الإسلام لم ينتشر بالسيف بل بسماحة وصدق التجار المسلمين فى بلاد الغرب، حيث فتحوا الدنيا بالأخلاق وليس بالفحش، وكذلك كان أصحاب الرسول المتخلقين بأخلاقه. فيما قال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن "احتفالاتمحافظة البحر الأحمر تواكب احتفالات المصريين جميعاً بقولهم نعم للأمن والأمان، وبقولهم نعمللاستقرار وللدستور". وأضاف أبو زيد، خلال إلقاء خطبة الجمعة بمسجد الميناء الكبير بالغردقة، بحضور مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، احتفالا بعيد محافظة البحر الأحمر القومى، أن المحافظة خاضت معركة شارك فيها أبناء البحر الأحمر القوات المسلحة، والتى حدثت فى يناير 1970 أثناء حرب الاستنزاف، من أجل نصرة هذا البلد ضد الاحتلال الصهيونى. وخصص أبو زيد خطبته للحديث عن تعاليم الرسول (صلى الله عليه وسلم)، قائلا، "إن الرسول أبلغنا أن من أعان على قتل مسلم، ولو بشطر كلمة، جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله"، مضيفا "ومن آذى ذميا فقد آذنى، والشريعة حرمت إيذاء أى كائن". وتابع أن "الكلمة قد تشعل الحرب ويترتب عليها من الفتن ما لا يحمد عقباه"، داعيا فى نهاية خطبته لأجل مصر، "اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان، واجعل كيد من أراد مصر بسوء فى نحره". كما شهدت صلاة الجمعة اليوم بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير حالة من الهدوء الحذر التي تشهدها مناطق وسط العاصمة منذ فترة ليست بالقليلة. وتناول الشيخ سعيد بدر إمام وخطيب الجمعة بمسجد عمر مكرم خلال خطبته موضوع " كيف تحب النبى صلى الله عليه وسلم وكيف يحبك النبى، مشيراً أنه لن ينصر رجل دين الله لأن للإسلام رب يحميه ". ودعا إمام الجمعة جموع المصلين إلى ان يكون نبى الرحمة هو القدوة مستشهدا بالسيرة النبوية العطرة وحسن الخلق وأوضح بدر أن ما نشهده الان نتيجة للبعد عن الله مما جعل من السهل على المسلمين قتل أنفسهم. وفى نهاية خطبته أكد أن الله قادر على أن ينصر دينه بدون المسلمين مستشهدا بأبرهة الحبشى والفيل وهدم الكعبة. ومن مساجد مصر إلى قطر، حيث ركز الدكتور محمد العريفي، الداعية الإسلامي السعودي، خلال خطبة الجمعة اليوم من مسجد "الإمام محمد بن عبد الوهاب"، بالعاصمة القطريةالدوحة، على فضل بر الوالدين. وتحذير النبى محمد صلى الله عليه وسلم من العقوق بهما. وقال الشيخ محمد العريفى، إن هناك ذنبين تعجل بهما العقوبة فى الدنيا قبل الآخرة، وهما البغى والعقوق، ملفتًا إلى أنه ربما إذا تعسر الإنسان فى حياته أو شعر بالضيق والكدر فربما لأنه أغضب أو أعاق والديه. اختتم الشيخ محمد العريفى، خطبته بالدعاء إلى الشعوب العربية قائلاً: "اللهم انصر إخواننا المجاهدين فى سبيلك فى كل مكان فى سوريا وفلسطين، اللهم وحد صفهم واجمع كلماتهم وتقبل شهداءهم". أضاف الشيخ العريفى: "اللهم رحماك بإخواننا فى مصر والعراق واليمن، اللهم احفظ قطر من كيدالأشرار واحفظها اللهم من حسد الحاسدين وإفساد المفسدين.. اللهم صب الخير على شعبها صبًا". يذكر أن الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، قد تغيب اليوم الجمعة عن خطبته الأسبوعية التى ينقلها التليفزيون القطرى من مسجد عمر بن الخطاب، بالعاصمة القطريةالدوحة.