نظم مركز النيل للإعلام بدمنهور، برئاسة عادل قميحة، مدير المجمع، اليوم الخميس، ندوة بعنوان المجاهرة بالانحراف بين المنظورين الدينى والاجتماعى، بقاعة مشروع التنمية الريفية بدمنهور. حاضر في الحلقة كلا من: الدكتور محمد عمارة الأستاذ بمعهد الخدمة الاجتماعية بدمنهور، الدكتور محمد فتح الله النشار وكيل كلية الشريعة والقانون بدمنهور، بمشاركة عدد كبير من موظفى المصالح الحكومية المختلفة وشباب من الجنسين. وأوضحت نهال نعيم، مسئول البرامج بمركز النيل للإعلام بدمنهور، أهمية الندوة والهدف منها ودور مركز النيل للإعلام بدمنهور في العمل على التوعية بمشاكل الشباب وقضايا المجتمع، مؤكدة أن ظاهرة الانحراف والمجاهرة به أصبحت من المخاطر التي تهدد الوطن وتؤثر على استقراره وخاصة مع ازدياد مواقع التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى سلوكيات غير اخلاقية وضد قيم المجتمع والتي لابد من التصدي لها والسيطرة عليها. وأوضح الدكتور محمد عمارة، أن المجاهرة بالانحراف أصبحت من الظواهر التي تهدد المجتمع والأسرة وذلك نظرا للانفتاح والتقدم التكنولوجي الذى أتيح من خلاله انفتاح المجتمعات فيما بينها دون التفرقة بين المجتمعات الغنية والفقيرة مع التقليد الأعمى والمحاكاة والاستخدام الخاطئ لهذه التكنولوجيا وازدياد مواقع التواصل الاجتماعي والتي غالبا ما تدعو الى سلوكيات غير أخلاقيه وضد قيم المجتمع ولذلك لابد من التصدي لها ومواجهتها. عرف عمارة، الانحراف بأنه الخروج عن المعايير أو القيم أو عادات المجتمع ونبذ الآخر فى حالة عدم التوافق فى العقيدة أو الشكل أو الجنس أو غيرها، حيث بين أن ظاهرة الانحراف نسبية فما يعد انحراف في مجتمع قد لا يكون انحراف فى مجتمع آخر بل قد تختلف فى المجتمع الواحد بين ريف وحضر وأن الهدف من هذه الانحرافات هو تقسيم المجتمع المصري. وقال عمارة "فى القرن الماضي كان هناك انحراف ولكن كان مستترا ولا أحد يستطيع المجاهرة به ولكن فى السنوات الأخيرة تفشت ظاهرة المجاهرة بالانحراف والتي أن دلت إنما تدل على أنها مكتسبة من الخارج وليست أصيلة فى تقاليدنا وأن انتشار مثل هذه السلوكيات قد يدفع الشباب إلى الاعتقاد بأنها أصبحت من السلوكيات المقبولة فى المجتمع". أكد عمارة أن غياب العقاب داخل الأسرة وفى الجامعات والمدارس أدى إلى انتشار السلوكيات الخاطئة بين الطلاب والتلاميذ، موضحا أن انتشار البطالة بين الشباب أدى إلى الفراغ الفكري والثقافي وما يترتب عليه من سلوكيات غير أخلاقية وخاصة مع توفر هذا القدر الكبير من الغزو الثقافي والانفتاح على الثقافات الأخرى وما تحمله من انحرافات مع صعوبة السيطرة عليها ووجود وسائل التواصل الاجتماعي وما تحمله من سلبيات وأفكار مسمومة. وذات السياق، أكد الدكتور محمد النشار، أن الانحراف من الجانب الديني، وهو الميل والخروج عن حد الاعتدال سواء إلى اليمين أو إلى اليسار وسواء فى القول أو العمل عن أوامر الله ونواهيه وهو مرادف للمعصية والذنب، متابعا أن المجاهرة ويقصد بها إيقاع الفعل أمام الناس بحيث يراه من وقع أمامه عيانا، وهو أيضا ترك الواجب وفعل المنهى عنه ويفعل تسترًا وخفية ومن هنا يعاقب الإنسان على الذنب مرتين الأول على ارتكاب المعصية والثاني الجهر بها. ولفت النشار، إلى أن الشريعة الإسلامية كرهت المجاهرة بالسوء لقوله لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم، مناشدا بعدم تناول الأخبار السيئة وعدم الإشهار بها حتى لا تنتشر بين الناس لأن الماهرون بارتكاب المعاصي بعيدون عن عفو الله حتى يتوبوا كما أن المجاهرة لا تكون بذنب ولكن كل ما أمر الشرع بعدم إظهاره ومخالفة ذلك يعتبر مجاهرة بالمعصية لأن هذه شريعة الله فى خلقه. وأكد النشار، أن من أثار المجاهرة بالمعصية حمل الآخرين على التقليد والمحاكاة وإشاعة الفحش والتفحش فى المجتمع، مؤكدا أن من أفضل الطرق للبعد عن الانحراف هو الرجوع إلى منهج الله تبارك وتعالى والندم والإقلاع والعزم على ترك المعاصي ووجود التربية داخل الأسرة والقدوة وخشية الله في السر والعلن. وفى نهاية الحلقة طالب العديد من الحضور على ضرورة السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الدولة والتصدي للجهات التي تنشر الأفكار الانحرافيه مع تكرار هذه الندوة مع طلاب الجامعات.