ناقش الباحث الشريف منجود، أول رسالة ماجستير لخريجي قسم التنشيط الثقافي بمصر، في أكاديمية الفنون، لتصبح فتحا لمجال وليد وجديد يخص إدارة الثقافة والفنون. تستعرض الرسالة إمكانية قراءة ثقافة المجتمع برؤية حداثية بعيدة عن التعصب والشيفونية قريبة إلى إيضاح تمثيلات الثقافة داخل حياتنا أو حياة الآخر. وإلغاء النزعات الاستعمارية التي تأتي من ثقافات أخرى بحجة الرقي والتحضر، معتبرة أنه لا توجد ثقافة عليا وأخرى دنيا. وأوضح الشريف منجود، أن رسالته تأتي في صلب عملية إدارة الثقافة والفنون حيث إنه يعتبر الثقافة منتج غير أنه ليس كأي منتج بل له خصوصيته التي تتمتع بها الثقافة وهي كونها تعبر عن سلوك المجتمع في سياق محدد، كما انها تحتاج للبحث الانثروبولوجي لإدراك ماهيتها وخصائصها وحتى يتم تقديم سلع ثقافية تناسب الجمهور المتلقى أو المتعاطي لهذه السلع يجب معرفة ثقافته وما يتقبله وما لا يتقبله. ولا يمكن إنتاج فن خارج عن سياق المجتمع المحلي وذلك حتى يؤثر في المجتمع ويغير منه وهذا هدف الفن والثقافة وهو الرقي بالإنسان. كما يعتبر منجود أن الثقافة هي التي جعلت الإنسان يخلق نفسه مرة أخرى فارتقى من طبيعته الفطرية الوحشية إلى شيء تم اكتسابه فأصبح على ما هو عليه الآن، كما يؤكد مدى الاهتمام بمعرفة الثقافة الخاصة ببيئة معينة حتى يتم العمل على تقديم منتجات ثقافية ذات تأثير فاعل، منتقدا فكرة التحقير أو التقليل من نظام ثقافي على حسب نظام آخر. وأكد الدكتور حسن عطية، أستاذ الدراما والنقد بأكاديمية الفنون، أحد أعضاء لجنة الحكم والمناقشة، أن الباحث قدم شيئا جديدا، وشق طريقا صعبا يحتاج إلى قدر كبير من الثقافة ومعرفة بالعديد من العلوم الإنسانية المختلفة كالفلسفة وعلم الاجتماع واللغة وغير ذلك. وأوضح في تصريحات اليوم الأحد، أن الباحث استطاع أن يستخدم ثقافته في بحثه. وقال الدكتور حجاج أحمد شعبان رئيس قسم النقد الأدبي بالأكاديمية: إن الباحث غاص في بحر عميق وأنه حاول أن يتعلم السباحة، لافتا إلى تميز البحث بالجدية وأنه بحث وجيز في صلب الموضوع.