ألقى آلاف الإسرائيليون نظرة الوداع، أمس الأحد، على رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، حيث سجى جثمانه أمام مقر البرلمان في القدس. وتوفي شارون عن 85 عاما بعد أن دخل في غيبوبة قبل ثماني سنوات إثر اصابته بسكتة دماغية في أوج قوته السياسية. وستقام له جنازة عسكرية اليوم الاثنين في مزرعته بجنوب إسرائيل. وأطرت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني على شارون وكتبت مستخدمة لقب شارون "يقولون ان قدامى الجنود لا يموتون ولكن يختفون. اختفى اريك شارون ثماني سنوات والان نقول له بصدق وداعا." كان شارون من أبرز خبراء الاستراتيجية العسكرية وأهم الشخصيات السياسية وقاد اجتياحا عسكريا وأشرف على بناء مستوطنات يهودية على اراض يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم واتخذ قرارا صادما بالانسحاب من قطاع غزة. وكان شارون مكروها على نطاق واسع من العرب لما اعتبروا انها سياسات قاسية وعدوانية ومن بينها اجتياح لبنان في 1982 في محاولة للقضاء على المقاتلين الفلسطينيين بالإضافة الى حملات عسكرية وبناء مستوطنات في اراض محتلة. وشغل شارون منصب رئيس الوزراء من عام 2001 إلى 2006 وأصيب بجلطة دماغية بعد فترة قصيرة من تركه حزب ليكود وتأسيس حزب كديما لدعم عملية السلام مع الفلسطينيين. وقاتل شارون الفلسطينيين في الانتفاضة التي قامت في الفترة من 2000 و2005 بغارات جوية وهجمات عسكرية عنيفة. وفي الساحة الرئيسية في البرلمان سار الاسرائيليون بجوار نعش شارون الذي كان ملفوفا بالعلم الاسرائيلي. وشاب الجو كآبة لكن لم يكن هناك حزن عميق بعد ثماني سنوات من تواري شارون عن الظهور العام. وبكى عدد قليل من الموجودين لكن الكثير من الحضور كانوا في حالة صمت وهم يلتقطون صورا للنعش بهواتفهم المحمولة. وقال شلومو تال (74 عاما) من القدس والذي جاء الى البرلمان للعزاء "مهما كانت قراراته فقد كان يتابعها حتى النهاية وكان هذا هو سر عظمته. ويضمر كثيرون في العالم العربي مشاعر كراهية لشارون بسبب مذبحة صبرا وشاتيلا في 1982 والتي راح ضحيتها المئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وارتكبتها ميليشيات مسيحية متحالفة مع إسرائيل عندما كان وزيرا للدفاع. ووزع فلسطينيون في غزة حلوى على المارة والسائقين احتفالا بوافاة شارون. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن حماس أصبحت أكثر ثقة في تحقيق النصر بعد رحيل شارون الذي وصفه بأنه "طاغية". وسجى جثمان شارون عدة ساعات وتقام مراسم تأبين في البرلمان صباح يوم الاثنين وتقام الجنازة بعد الظهر في مزرعته. ويحمل الجثمان عدد من كبار الجنرالات في إسرائيل. وتوجه جون بايدن نائب الرئيس الامريكي الى اسرائيل يوم الاحد ومن المقرر ان يؤبن شارون يوم الاثنين في القدس. وقال مكتب بايدن انه سيجري محادثات مع الزعماء الاسرائيليين خلال الزيارة. وقال نواب امريكيون كبار مسافرون مع بايدن الى تل ابيب يوم الاحد ان اجتماع بايدن مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون فرصة لنائب الرئيس الامريكي كي يحاول تعزيز جهود السلام في الشرق الاوسط وتخفيف مخاوف اسرائيل من المحادثات النووية مع ايران. ومن بين الشخصيات المهمة التي تشارك في تشييع جثمان شارون وسيط السلام في الشرق الاوسط رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ووفود من روسيا وكندا واسبانيا وايطاليا واليونان واستراليا وسنغافورة وبلجيكا وجمهورية التشيك. واتهم الفلسطينيون شارون بإشعال انتفاضهم الثانية بزيارته المستفزة إلى المسجد الأقصى في الحي القديم بالقدس في عام 2000 قبل عام من توليه رئاسة الوزراء. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "بينما تقول إسرائيل وداعا لرئيس الوزراء شارون فإننا ننضم إلى الشعب الإسرائيلي في الوفاء بعهده لبلده".