منذ اللحظة التي تمّت فيها صفقة بيع قناة "التحرير" لعدد من المستثمرين الجدد في 29 يونيو الماضي، ومذيعو القناة يشعرون بحالة من القلق والخوف من الإطاحة بهم، خاصة وأن أول ما أكّده الدكتور عماد جاد، رئيس مجلس إدارة القناة الجديد، هو أن القناة سيتم تطويرها بشكل كامل لتغيير الصورة الذهنية التي تكونت عنها خلال الفترة الماضية. وبدأ قلقهم يزداد مع سعي الإدارة الجديدة للتعاقد مع عدد من الإعلاميين، منهم جيهان منصور التي انتقلت من قناة دريم لتقدم البرنامج الصباحي على قناة التحرير، ثم إيمان عز الدين التي انتقلت من ontv لتقدم برنامجا كبيراً أيضاً على شاشة التحرير، ورغم أنها كانت تقدم برنامجا صباحيا على "أون تي في" إلا أن التفاوض معها في التحرير كان حول برنامج "توك شو" مسائي، ثم الدكتور وسيم السيسي ليقدم هو أيضاً برنامجا على شاشة القناة، وبدأت شكوك الإعلاميين تزداد حدة عندما فوجئوا بتعاقد القناة مع الإعلامي جمال عنايت، الذي انتقل من شبكة "أوربت"، وأن ما تردّد حينها هو أن "عنايت" سيقدم البرنامج الرئيسي للقناة، وهو الأمر الذي تسبب في حالة من عدم الاستقرار داخل القناة. ولجأ عدد من المذيعين إلى مجلس إدارة القناة ليطلبوا منهم تحديد موقفهم من الاستمرار بالقناة أم أن هناك نية للاستغناء عنهم، خاصة بعدما علموا أن جمال عنايت هو الذي سيقوم بتقديم البرنامج الرئيسي للقناة رغم أنهم ساهموا في نجاح القناة طوال الفترة الماضية ولا يمكن الاستغناء عنهم بهذه الطريقة، ولا يجب أن يأتي إعلامي جديد عليهم ويأخذ البرنامج الرئيسي على حسابهم، وهو ما جعل مجلس الإدارة يؤكد لهم أنه يعلم الدور الذي قام به كل منهم، سواء أحمد موسى أو رانيا بدوي أو جمال الكشكي أو محمد الغيطي، وأن وصولهم بالقناة إلى المركز ال 11 بين القنوات الفضائية المصرية، رغم الإمكانات المادية الضعيفة التي كانوا يعملون بها، كان إنجازا كبيرا، وهو نفس الأمر الذي جعل رجال الأعمال يشترون التحرير، وأن الإدارة الجديدة تعتبرهم من الدعائم الأساسية والأعمدة الرئيسية للقناة، ولكن التطوير سيكون ضخماً ولا بدّ من تطعيم القناة بعدد من الوجوه الجديدة، لذلك كانت هناك حاجة للتعاقد مع هؤلاء الإعلاميين لأنهم سيطلقون قناتين جديدتين، وأن توزيع مواعيد البرامج سيكون بالتنسيق مع الجميع وستحتوي هذه القنوات على مضمون سياسي وإخباري، لذلك تعاقدوا مع جمال عنايت وباقي المذيعين. وجدير بالذكر أن قناة التحرير كان من المفترض أن تنطلق في شكلها الجديد خلال شهر يناير الجاري، إلا أنها تأخرت في ذلك بسبب تجهيز استديوهاتها الجديدة في مدينة الإنتاج الإعلامي، بسبب تأخر وصول بعض المعدات والأجهزة، ويجري الآن تجهيز "لوجو "جديد، وجرافيك جديد للقناة بالكامل، مع تجهيز عدد كبير من الديكورات لتكون جاهزة للانطلاق في منتصف فبراير المقبل.