واحد من أكثر المصطلحات وأوسعها انتشارا على ألسنة الساسة والاقتصاديين خصوصًا بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية إذ يعده الكثيرون تجسيدا لفوز النيوليبرالية السياسية بعد فوزها اقتصاديا، فمنذ ثمانينيات القرن العشرين، كان المصطلح يستخدم من الباحثين والنقاد بصفة أساسية للإشارة إلى تجدد أفكار القرن 19 المرتبطة بالليبرالية الاقتصادية أو بمعنى أخر باقتصاد عدم التدخل التي بدأت في السبعينيات والثمانينيات، والتي كان يدعمها سياسة التحرر الاقتصادي الموسع مثل الخصخصة، التقشف المالي، نزع الضوابط، التجارة الحرة، وتقليل الإنفاق الحكومي بهدف تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد. وتشتهر النيوليبرالية بارتباطها بالسياسات الاقتصادية التي طرحتها مارجريت تاتشر في المملكة المتحدة ورونالد ريجان في الولاياتالمتحدة، والتي يسميها البعض بالتاتشرية، وهي عبارة عن الانتقال الجماعي نحو السياسات النيوليبرالية، وقبول النظريات الاقتصادية النيوليبرالية في السبعينيات، يراه بعض الأكاديميين على أنه أصل financialization، والتي تعتبر الأزمة المالية 2007-2008 من نتائجه النهائية. النيولبيرالية في الأصل هي الفلسفة الاقتصادية التي ظهرت بين الباحثين الليبراليين الأوروبيين في الثلاثينيات في محاولة لتتبع ما يسمى "بالمسار الثالث" أو "المتوسط" بين نزاع فلسفات الليبرالية الكلاسيكية والتخطيط الاجتماعي. نشأ الدافع لهذا التطور من الرغبة في تجنب تكرار الإخفاقات الاقتصادية التي حدثت في أوائل الثلاثينيات، والذي وجه معظم اللوم إلى سياسية الليبرالية الكلاسيكية. في العقود التالية، وكان استخدام مصطلح النيوليبرالية يستخدم للإشارة إلى النظريات التي تتعارض مع مذهب اقتصاد عدم التدخل الزائد في الليبرالية الكلاسيكية، وبدلًا من ذلك تعزيز اقتصاد السوق تحت ارشادات وقواعد دولة قوية، النموذج الذي أصبح يعرف باقتصاد السوق الاجتماعي وفي الستينيات، تراجع استخدام مصطلح "النيوليبرالية" بشكل كبير. وفي الأخير فان مصطلح النيوليبرالية يشير إلى تبني سياسة اقتصادية تقلل من دور الدولة وتزيد من دور القطاع الخاص قدر المستطاع، وتسعى النيوليبرالية لتحويل السيطرة على الاقتصاد من الحكومة إلى القطاع الخاص بدعوى أن ذلك يزيد من كفاءة الحكومة ويحسن الحالة الاقتصادية للبلد. كما يرمز المصطلح إلى السياسات الرأسمالية المطلقة وتأييد اقتصاد عدم التدخل وتقليص القطاع العام إلى أدنى حد والسماح بأقصى حرية في السوق، ويستخدمه بعض اليساريين كتعبير ازدرائي لما قد يعتبره بعضهم خطة لنشر الرأسمالية الأمريكية في العالم، من جهة اُخرى يعتبر بعض المحافظين والليبرتاريين هذا التعبير خاصا باليساريين يستخدمونه لتشويه فكرة السوق الحر.