ناقشت ورشة العمل الأولى لمؤتمر "مستقبل السياحة فى مصر" دور الطيران والسماوات المفتوحة فى استعادة الحركة السياحية لمعدلاتها الطبيعية التى كانت عليها فى العام 2010 وإمكانية تخطى تلك الأرقام مع تطور حركة الطيران بين المقصد المصرى والأسواق السياحية المختلفة . وأكد محمد إبراهيم رئيس سلطة الطيران المدنى أن مصر تتبع سياسات السماوات المفتوحة فى كافة المطارات الخاصة بمصر ولكن بصورة تدريجية مثلما حدث فى العديد من دول العالم والتى استغرقت أكثر من 6 سنوات فى نقل مطاراتها إلى السماوات المفتوحة . وقال إنه من المهم الإعداد لنظام التأشيرات الجديدة وضبط الحدود ، مشيرا إلى أن مصر بدأت فى هذا النظام فى العام 1996 وتم اتباع نماذج متعددة ومنها نظام الشارتر والذى واجه العديد من المشكلات بسبب البنية التحتية فى المطارات المختلفة وهو ما تطلب تطوير المطارات وخطوط الطيران. وشدد على أنه تم التوصل إلى 90 فى المائة من الانتقال إلى نظام السموات المفتوحة والوقت المتبقى قليل للانتهاء تماما من تطبيق نظام السموات المفتوحة ونقل مصر إلى تطور أكبر فى هذا المجال . وأشار إلى أن مطار القاهرة الدولى يواجه الكثير من الأمور مثل المساحة الجوية حول المطار وصالات الوصول والسفر وكل تلك القضايا تحتاج إلى عامين تقريبا خاصة وأنه تم الانتهاء بالفعل من تطوير صالة 3 وصالة 2 وهناك تطوير البنية التحتية فى المطار . وأوضح أن هناك تجهيزا لربط المطار بقطارات فائقة السرعة وخطوط المترو لنقل المسافر إلى مقر إقامته مباشرة وليس إلى المطار فقط ، مشيرا إلى أن هذا يتم فى المطارات المصرية كافة وعددها 24 مطارا. ومن جانبه، قال رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية الهامى الزيات إن تحرير المطارات فى الولاياتالمتحدة أنتجت عكس ما كان مخططا له حيث ارتفعت أسعار الطيران وكانت هناك العديد من المشكلات التى تم علاجها بدمج عدد من شركات الطيران مع بعضها البعض . وأضاف أن الدراسات أثبتت ضرورة تحرير هذا المجال لمصلحة مصر ويجب التعامل مع جميع المطارات وليس مطار القاهرة فقط ، مشيرا إلى أن مطار القاهرة لديه مشكلة وجود شركات الطيران الرخيصة العاملة فى الخليج ولذا يجب على مصر للطيران الدفاع عن مصلحتها والتعامل مع شركات الطيران بصورة لا تقضى على مصر للطيران . ولفت إلى أنه يجب زيادة التسويق لمطار القاهرة ومصر للطيران ويمكن أن يتم هذا التسويق فى الولاياتالمتحدةالأمريكية أو المملكة المتحدة ، مشيرا إلى أن مطار القاهرة حاليا مفتوح فعليا لعدد من خطوط الطيران الدولية وليست الشركات التى يرتادها الركاب البسطاء الذين يدفعون القليل من الأموال مقابل الانتقال عبر شركات الطيران . وأوضح أنه يمكن أن يتم تطبيق نظام السموات المفتوحة مع الدول الأوروبية وليس مع المطارات الخليجية ، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك جدول زمنى واضح ومحدد من أجل التحول فى تطبيق هذا النظام وأن يكون هناك تعامل بالمثل مع المطارات التى يتم تطبيق نظام السموات المفتوحة معها. وبدوره، قال الدكتور طالب الرفاعى سكرتير عام منظمة السياحة العالمية إن الإيمان بفكرة السموات المفتوحة يدفعنا إلى ضرورة تلبية كافة المطالب الخاصة بهذا النظام من أجل تطبيقه بصورة كاملة دون استثناءات ، وأكد أن هذا النظام لامحالة من تطبيقه بغض النظر عن المعوقات أو المبررات لتأجيله لأن كل شركات الطيران يمكنها أن تنافس ببرامج ورحلات منخفضة التكاليف وبأسعار منخفضة تمكنها من المنافسة مع الشركات التى تتخوف منها فى قضية تطبيق السموات المفتوحة . وأشار إلى أن مصر للطيران لديها إحساس قوى بالتخوف من تطبيق نظام السموات المفتوحة فى المطارات المصرية وبخاصة بالنسبة لمطار القاهرة ، موضحا أن الالتزام بتطبيق نظام السموات المفتوحة يتطلب خطوات وجدولا زمنيا واضحا . ومن ناحيته، قال وزير الطيران المدنى عبد العزيز فاضل إن هناك التزاما كاملا بتطبيق السموات المفتوحة وهناك سياسات واضحة ومحددة لتطبيق اتفاقيات السياسات المفتوحة ، مشيرا إلى أن هناك عددا من شركات الطيران توقفت عن العمل بسبب هذا الأمر فى مختلف المحافظات بل وهناك شركات الطيران الخاصة التى توقفت لأن الطلب عليها وصل إلى نسب إشغال صفر. وأضاف أن أغلب الركاب لتلك المطارات هم من العمال المصريين الذين يعملون فى العديد من دول الخليج ويبحثون عن أرخص الأسعار وهم ليسوا من السياح ، مشددا على أن هناك خطوات لتعزيز البنية التحتية لمطار القاهرة وسيتم افتتاح صالة 2 للسفر فى منتصف العام 2015 بعد تطويرها بشكل كبير وبصورة مشرفة . وأشار إلى أن مطار القاهرة مطار دولى وسيتم تطويره بصورة كاملة والتعامل مع نظام السموات المفتوحة خلال فترة ما بين 3 إلى 5 سنوات . وأوضح أن ما قاله وزير الطيران الأسبق أحمد شفيق فى العام 2008 كان صحيحا ولا يختلف عما يتم الحديث عنه لأنه يجب تطوير البنية التحتية لمطار القاهرة والمطارات المصرية المختلفة من أجل تطبيق نظام السموات المفتوحة وإلا لن يمكننا تطبيق هذا النظام . وأكد أن 5ر7 مليون راكب إضافى سيتم إضافتهم فى مطار القاهرة مع عمل صالة 2 فى النصف الأول من العام المقبل 2015 وهو ما يعتبر نقلة كبيرة لمطار القاهرة والحركة فيه ، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك الكثير من التعاون مع الشركات الأخرى وأن يكون هناك دعم للوقود ولذا فمصر بحاجة لتطبيق نظام السموات المفتوحة بنسبة 100 فى المائة مع كافة الدول التى تنقل السياح إلى مصر . ونوه بأنه يجب أن يكون هناك اتفاقية سموات مفتوحة مع الدول الأخرى المصدرة للسياحة إلى مصر ولكن فتح السموات فى مصر فقط وعدم تطبيقها فى باقى المطارات الأخرى يؤدى إلى مزيد من الخسائر مع عدم نقل السياح ولكن نقل العمال المصريين فقط. وقال وزير السياحة هشام زعزوع إن الحديث عن التفاصيل الدقيقة لاستراتيجية تطوير الطيران وتطبيق نظام السموات المفتوحة ليس مطلوبا بقدر التحدث حول كيفية التحول الحقيقى فى طريقة التفكير فى مجال الطيران . وأكد أن الوقت الحالى هو المناسب والمطلوب من أجل التحول إلى العمل وبقوة فى كافة المجالات وهناك علاقة قوية ووثيقة بين السياحة والطيران لان كليهما يعتمد على بعضه البعض ويجب التحول نحو العمل بقوة من أجل إنجاح التحرك السياحى . وأشار إلى أنه كانت هناك وعود بفتح مطار القاهرة لنظام السموات المفتوحة بعد فتح صالة 3 وتم الافتتاح ولم يتم تطبيق نظام السموات المفتوحة والآن يتم ترحيل التطبيق إلى افتتاح صالة 2 بعد تطويرها وهو أمر يعنى تسويف تطبيق النظام . وأعرب عن تفهمه التام لرغبة مصر للطيران فى حماية مصالحها بصورة كبيرة لأن هناك العديد من المشكلات التى تعانى منها ويجب التعامل معها ، مشيرا إلى أن مصر للطيران تحقق خسائر ولذا يجب أن يتم تغيير طريقة التفكير من أجل استعادة مكاسبها ثانية. وأوضح أن هناك مشكلة فى إدارة مصر للطيران واستراتيجية العمل بها فيجب عليها أن تقوم بالمنافسة فى الأسعار والمنافسة مع شركات الطيران وتخفيض الأسعار والتعامل مع نظام السوق بصورة تحقق المكاسب . وطالب بإلغاء الرسوم التى تعوق من زيادة حركة الطيران إلى مطار القاهرة والمطارات المختلفة ، مشيرا إلى أن الدولة تعانى كثيرا ويجب أن نتغير فى مناهج علاج مشكلاتنا وسنظل نعانى ما لم يتم معالجة هذه المشكلات واتباع أساليب مختلفة، وأكد أن مصر للطيران تتعامل بصورة خاطئة تماما مع مشكلة الطيران وتطبيق نظام السموات المفتوحة والتى تجعل مصر للطيران نصيبها ضعيفا جدا بالنسبة للسوق الدولى للطيران وهو ما لن يتأتى إلا من خلال تغيير طريقة التفكير فى الإدارة بصورة حاسمة.