أقيمت أولى ندوات الملتقى الفكري بالمهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الدكتور حسن عطية، اليوم السبت، تحت عنوان "مسرح محمود دياب"، بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور الدكتور حسين عبدالقادر، والناقدة شيماء محمود، والدكتور محمود نسيم، والتي تناولت بالتحليل أعمال الكاتب الراحل محمود دياب المسرحية ورحلته الفنية والإنسانية، وذلك ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري التي تنظمه وزارة الثقافة، في الفترة من 19 يوليو الجاري وتستمر حتى 2 أغسطس المقبل. قال الدكتور محمود نسيم مدير الندوة، إن محمود دياب ظل باقيا في الحركة المسرحية رغم رحيله منذ سنوات عديدة، واحتفائنا اليوم به ليس من أجل إحياء ذكراه فقط، بل لأنه تجاوز آليات الكتابة في عصره وتظل قيمة هذا التجاوز باقية. وأضاف نسيم، أن كتابات دياب بدءا من "البيت الكبير" وحتى آخر أعماله "أرض لا تنبت الزهور"، على الرغم من كتابته للقصة والرواية والسينما فإن إبداعه المسرحي يظل هو الأبرز في مشواره، وتتشابه تجربته مع تجربة سعد الله ونوس، ورغم قدرته على تدوين الفكرة الشعبية إلا أنه كان لديه القدرة أيضا على رصد وتمصير الروايات العالمية وخاصة اليونسكو، ونحن بإزاء تجربة استثنائية. ومن جانبه أشارت الناقدة شيماء توفيق، إلى أن تجربته كقاص في البداية تستحق إلقاء الضوء عليها، مضيقة أن رحلة "دياب" مع الكتابة بدأت مع مطلع الستينات التي زخرت بالعديد من الأحداث السياسية لمجتمع يعيش نتائج ثورة يوليو. وأضافت توفيق، أن نصوص محمود دياب لها طابع خاص فهو لا يبقى أسيرا لرمزية الشخصية حيث نجده يعبر بدقة عن القرية والعلاقات القائمة بين أفرادها، موضحة أن المركز والأطراف أبرز قضيتين ظهرتا في مسرحيات محمود دياب، ففي مسرحية " الزوبعة" والتي كتبت عام 1966، يعرض الكاتب منذ البداية الحال التي عليها هذه القرية وأبنائها منذ القدم، حيث يتم تأكيد الظلم الواقع على إحدى الأسر التي يتم اتهام عائلها ظلما بارتكاب جريمة ويحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما بسبب شهود الزور وحالة الصمت من أهل القرية والجدير بالذكر تأثر دياب هنا بمسرحية "المفتش" للروسى نيقولاى جوجول التى كتبها عام 1835، إلا أن جوجل ينهى مسرحيته بنبأ وصول المفتش الحقيقى، ومن العروض الأخرى التى يبدو فيها فكرة المركز والاطراف مسرحية "ليالى الحصاد" عام 1968 ويدور الحدث أيضا فى إحدى القرى المنعزلة فى ليلة سمر. فيما اتفق نسيم على استخدام د. شيماء لمصطلح المركز والأطراف قائلا: أتفق معها نسبيا في هذا المصطلح، فكما تناول دياب من خلال عرض "باب الفتوح" عودة صلاح الدين الأيوبى لتحرير القدس، وفي النهاية يعود أبو الفضل لاستعادة بيته في القدس فيجد يهودية قد سكنته ليتساءل في النهاية لمن النصر؟ بالإضافة إلى صورة الجماعة في "الزوبعة" والتي يتم تقديمها كجماعة متوحشة، عندما سجنوا حسين أبو شامة ظلما ولما علموا بموته في السجن ارتكبوا جريمة أخرى. ومن جانبه قال الدكتور حسين عبدالقادر: إن الدكتور محمود نسيم له دراسة رائعة عن الثنائي "محمود دياب" و"صلاح عبدالصبور"، وعندما توليت إدارة الغد قدمت عرض "أرض لا تنبت الزهور" والذي كانت ترفضه الرقابة لسبب لا نعلمه. وأضاف عبدالقادر، أن محمود دياب إنسان شاءت الأقدار ان يولد في حومة القضية في الصفوف الأولى من نضال في مواجهة المستعمر الذي احتل الأرض، والأرض لدى المصري عرض، كما قلت في الفيلم المسجل عن دياب، وليس غريبا أن يكتب محمود في سنوات نضجه "طفل في الحى الغربي عام 1972، أى في سن الأربعين، وتقول لي ابنته أن هذا الطفل هو محمود دياب نفسه. وطالب "عبدالقادر"، ضرورة طباعة أعمال "محمود دياب" ومقالات الدكتور فاروق عبدالقادر عنه لأهميتها القصوى. كما عقب الدكتور محمود نسيم، بأن هيئة الكتاب بصدد إصدار الأعمال الكاملة لمحمود دياب في أربعة مجلدات، وفي طريقنا للاتفاق مع ابنته هالة، متمنيا طباعة مجلد عنه وذلك ليتم طرحه بالتزامن مع فعاليات المهرجان.