الحليب قليل الدسم ليس ضمانًا لتقليل مدخلات الجسم من السكريات والسعرات الحرارية، وفقًا لدراسة أميركية نشرت في مجلة "جاما" لطب الأطفال. وتتحدى نتائج هذه الدراسة توصيات وزارة الزراعة الأميركية والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال المتعلقة بتناول الحليب قليل الدسم ثلاث مرات يوميًا للحصول على الكالسيوم دون تناول الكثير من السعرات. وقال مؤلف الدراسة البروفيسور، ديفيد لودفيغ، أستاذ طب الأطفال في جامعة هارفارد: "يتم تحميل الحليب قليل الدسم بكميات من السكر والسعرات الحرارية، فيحتوي كوب واحد من هذا الحليب الذي تبلغ نسبة الدسم فيه 2 بالمائة على 122 سعرة حرارية، و12.3 غرامًا من السكر، بينما يوجد كثير من الأطعمة الصلبة تحتوي على الكالسيوم". وأضاف لودفيغ: "للدهون فوائد فهي تبطئ عملية الهضم ما يحقق شعورًا بالشبع حتى تناول الوجبة التالية. وكما تبين هذه الدراسة فإن تقليل الدهون في الحليب لا يعني تحقيق فقدان الوزن أو تحسين صحة القلب والأوعية، لأنه يتم عادة استبدال تلك السعرات الحرارية التي تحتويها الدهون لتحل محلها كربوهيدرات مكررة". وشنت دراسة البروفيسور لودفيغ حملة على شوكولا الحليب قليل الدسم كونها تحتوي على نفس السعرات الحرارية للحليب كامل الدسم المحلّى.، وتقل عنه ب 3 غرامات من الدهون المشبعة وتزيد بمقدار 15 غرامًا من السكر. وعلق لودفيغ على ذلك قائلًا: "هذا الاستبدال للسكر محل الدهون يؤدي لنوعية تغذية سيئة خاصة للأطفال الذين يتم حشوهم بالسكر من خلال أطعمة وسوائل أخرى". وأضاف لدوفيغ: "يمكننا تلبية كل احتياجاتنا الغذائية بما في ذلك الكالسيوم من خلال اتباع نظام غذائي عالي الجودة يعتمد على الخضراوات الورقية والبقول والمكسرات والبذور والسمك، لا التوصية بشرب الحليب ثلاث مرات". وتوصي معايير التغذية التي تنادي بها وزارة الزراعة الأميركية بتناول 3 حصص من الحليب قليل الدسم يوميًا لإمداد الجسم ب 73 بالمائة من احتياجاته من الكالسيوم. وقالت دراسة لودفيغ: "إن الإنسان منذ فجر البشرية لم يعتمد بشكل رئيسي على شرب حليب الأبقار، وإن الكالسيوم له مصادر أخرى متعددة وأقل تأثيرًا على زيادة الوزن بكثير، لكن يمكن الاعتماد على منتجات الحليب والألبان في النظام الغذائي بدلًا من شرب الحليب بكثرة".