نعلم جميعًا أن شرب الماء جيد للجسم، لكن دراسة بريطانية حديثة كشفت أن شرب الماء عند الشعور بالعطش يعزز أداء الدماغ في الاختبارات العقلية. تناولت الدراسة التي أجريت في جامعتي شرق لندن وويستمنستر الآثار المحتملة للمياه على الأداء الإدراكي والحالة المزاجية. وشارك في الدراسة 34 مشاركًا متوسط أعمارهم 29 عامًا. وتم اختبار أداء المشاركين مرتين، الأولى مع تناول الماء، وأجريت المرة الثانية بعدها بأسبوع لمعرفة تأثير العطش. وتطلبت التجربتان تناول حبوب معينة قبل قياس الأداء الإدراكي، مرة مع الماء، والأخرى بدونه. وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة كارولين إدموندز: "وجدت دراستنا أن ردود الأفعال أسرع لدى من تناولوا الماء، خاصة من كانوا عطشى قبلها". وتوصلت الدراسة إلى أن تناول الإنسان كوبين من الماء قبل إتمام مهمة ما يزيد سرعة رد الفعل في الدماغ بنسبة 14 بالمائة. وقد طُلب من المشاركين في التجربتين الصيام منذ التاسعة مساء عن كل من الطعام والشراب قبل إجراء الاختبار في صباح اليوم التالي. وجرى تقييم أداء المشاركين من خلال 3 مقاييس: مقياس العطش، ومقياس الحالة المزاجية، واختبار متعدد المهام العقلية والعصبية على الكومبيوتر. وحلل الباحثون أداء مناطق معينة في الدماغ، ووقت رد الفعل، والذاكرة اللفظية، والذاكرة البصرية، وقدرات التعلم والتحصيل. وكان المشاركون الذين تناولوا 3 أكواب من الماء (775 مل) قبل أداء الاختبارات مباشرة أسرع في ردود أفعالهم بنسبة 14 بالمائة. وتقول مؤلفة الدراسة: "فضلًا عن أن استهلاك الماء يزيد من الأداء المعرفي إنه يلطف مشاعر الإنسان". وتبين من الدراسة أن الأداء الإدراكي يقوم بتصحيح نفسه عند ري العطش ويستعيد سرعة رد الفعل، وتتراجع سمات الأداء المزاجية التي تميز العطش من إحساس بالتوتر والجفاف والحزن. من ناحية أخرى أظهرت الدراسة أن شرب الماء له تأثير سلبي على عمليات التعلم المركبة حيث يقل الأداء بعد شرب الماء. لكن مؤلفة الدراسة لم تحدد المقدار المثالي من الماء الذي يجعل الأداء الإدراكي يصل إلى ذروته، وقالت: "هذه الدراسة جزء من برنامج بحوث عن تأثير المياه، ونحن لا نعرف هذا المقدار المثالي من شرب الماء حتى الآن".