توصل باحثون من جامعة كولورادو الأمريكية إلى وجود علاقة بين الإضطرابات في العادات الغذائية وحجم الدماغ لدى الإنسان، وتم الربط بين حجم مناطق محددة في الدماغ مع فقدان الشهية خاصة لدى المراهقين. فقدان الشهية العصبي الدراسة التي نشرتها مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي، أظهرت أن الفتيات اللواتي يعانين من فقدان شهية عصبي، تكون المنطقة العازلة في الدماغ لديهن والتي تنشط عند تذوق الطعام أكبر منها عند الفتيات الطبيعيات، بالإضافة إلى أن القشرة المدارية الأمامية التي تعطي الأوامر بالتوقف عن تناول الطعام، تكون ذات حجم أكبر أيضًا. وتم التوصل إلى هذه النتائج بعد تجارب أجريت على مجموعة من 19 مراهقة يعانين من فقدان شهية عصبي، و22 مراهقة يتمتعن بصحة جيدة، تحت إشراف الدكتور غويدو فرانك الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة كولورادو. وجاءت هذه النتائج متماشية مع دراسة سابقة لمجموعة من الباحثين، على رأسهم الدكتور فرانك فاوند، بينت أن الدوائر المكافئة في الدماغ، عند النساء اللواتي يعانين من فقدان شهية عصبي، أكثر حساسية منها عند النساء البدينات، ما دعاهم للاعتقاد بوجود علاقة بين سلوك الأكل ومسارات الدوبامين وهي نفس المسارات العصبية للمدمنين. وبناء على تجارب أجريت على القوارض، ثبت أن التقليل من تناول الطعام وفقدان الوزن، مرتبطين بشكل أساسي باستجابة مسارات مركب الدوبامين، وحاول العلماء تطبيق نفس النظرية على البشر،عن طريق التصوير بالرنين المغنطيسي للنشاط الدماغي، عند 63 إمرأة يعانين إما من فقدان الشهية أو السمنة، ومقارنتها مع نساء طبيعيات. واعتمد العلماء في تجاربهم السابقة على محاولة فهم وظيفة مركب الدوبامين الكيميائي في الدماغ، وأسفرت النتائج عن زيادة النشاط العصبي للأنظمة المكافئة عند مرضى فقدان الشهية، ونقصانها عند البدناء، مما دعا الدكتور فرانك للاعتقاد بوجود نظم عصبية تساعد على تنظيم تناول الطعام، غير أنه لم يتم فهم الآلية الكاملة لهذه العملية بشكل كامل بعد.