عقدت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بمقر الأممالمتحدة بنيويورك بالتعاون مع إدارة المواطنين والمغتربين في الاتحاد الإفريقي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للاتحاد الأفريقي فعالية جانبية على هامش المنتدى السياسي رفيع المستوى بعنوان "أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة: العلاقة بين الاقتصاد الأزرق والأخضر في أفريقيا". افتتحت الندوة بكلمة من السفير جلال شلبة رئيس قسم المجتمع المدني في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الاتحاد الافريقي الذي أكد على أهمية دور الاتحاد الافريقي في تحقيق التنمية المستدامة، كما أشار أن أفريقيا تمر بفترة واعدة وتستكشف السبل التي يمكن بها إيجاد طرق جديدة لتعزيز أداء أفريقيا نحو تحقيق تطلعات جدول أعمال 2063 وخطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتحدث في الندوة أيمن عقيل رئيس مؤسسة ماعت وأشار في كلمته إلى أن الشيء الذي يميز منتدى السياسات رفيع المستوى لعام 2018، أن معظم أهدافه تركز على الحفاظ علي البيئة وهذا يدل علي أن المجتمع الدولي أصبح يدرك مدى خطورة الوضع البيئي على العالم كله، وقال عقيل إن تسليط الضوء علي الوضع البيئي والاقتصادي في أفريقيا التي عانت كثير علي مدار السنوات الماضية ونهبت ثرواتها لهو أمر في غاية الأهمية، وأشار إلى أن أجندة 2030 و2063 يتناولان معًا مجموعة من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تواجه أفريقيا. خلال الندوة تحدث أيضًا صامويل دوتسي من غانا، خبير تغير المناخ وعضو الجمعية العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بالاتحاد الأفريقي وقدم عرض مفصل عن وضع الاقتصاد الأخضر والأزرق وعرفه بأنه هذا النوع من الاقتصاد الذي يهدف إلى الربح ولكن أيضًا يحافظ على البيئة، وكشف الخبير الغاني عن أن الزراعة ظلت لفترة طويلة العمود الفقري للاقتصادات الأفريقية، لكن التنمية الزراعية تتطلب إمدادات مياه واسعة النطاق، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 64% من الأفارقة يعتمدون على مياه محدودة ومتغيرة بشكل كبير، 25% من سكان أفريقيا يعانون من الإجهاد المائي و96% من الزراعة في أفريقيا تعتمد على مياه الأمطار، ولا تزال مخصصات المياه في القطاع الزراعي منخفضة للغاية أقل بكثير من نسبة 10% الموصى بها من خلال بروتوكول مابوتو. تحدث أيضًا كريستيان كلونزو رئيس فريق الباحثين في منظمة المنصة الأفريقية عن أهمية وضع أجندة التنمية المستدامة 2030 و2063 كرؤية أساسية لكل الدول الأفريقية وشارك بعض من خبراته في مجال الاقتصاد الاخضر وأكد على أن تحقيق الأرباح والحفاظ على البيئة أمرين غير متعارضين بل بالعكس إذا أراد المستثمرين ورجال الأعمال تحقيق مكاسب أكبر على المدى البعيد يجب عليهم أن يعملوا على الحفاظ على البيئة وتنمية الموارد المتاحة لهم. وقد أدار الندوة ريتشارد سواكيريانج رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي حيث أكد على أهمية تعاون الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص كما أنه أشار إلى تحقيق خطوات ايجابية في القارة الأفريقية نحو أجندة 2030 و2063 ولكن مازالت القارة تواجه عدة تحديات عليها أن تعمل جاهدة لتتغلب عليها، هذا بالاضافة إلى أنه أشار إلى المخاطر البيئية التي تواجه العالم كله الآن وأنه لتخطي هذه المخاطر على المسئولين وأصحاب المصلحة الترويج للاقتصاد الأخضر بشكل أكبر بحيث يمكن تحقيق مكاسب مالية وحفاظ على البيئة في نفس الوقت.