أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي عن فرار آلاف العائلات من المعارك الدائرة قرب مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، بينما توالت التحذيرات من حمّام دم قد ينجم عن دخول الجيش العراقيالمدينة، وخوضه الحرب ضد تنظيم القاعدة في شوارعها. وأوضحت الجمعية في بيان، أن عدد العوائل النازحة من المدينة بلغ أكثر من 13 ألف عائلة غادرت الفلوجة إلى أطرافها، وأن أغلب المغادرين يسكن حاليا في المدارس والأبنية العامة ولدى الأقارب. ومن ناحية أخرى، أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق "نيكولاي ملادينوف" في بيان أمس عن أن الأممالمتحدة "تعمل لضمان مرور آمن لوصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الطوارئ إلى الأسر التي تقطعت بها السبل والأسر النازحة، على حد سواء، في محافظة الأنبار". وقد حذر الشيخ علي "حاتم السليمان" أمير عشائر "الدليم" في العراق، من اقتحام قوات الجيش العراقي لمدينة الفلوجة، وقال السليمان في مقابلة مع "تليفزيون الفلوجة": "نحذر من اقتحام المدينة وسندخل بغداد إذا اقتربوا من الفلوجة"، وأضاف: "نحن لا نعترف بداعش وما يجري هو حرب على السنّة في العراق". ومنذ أيام والجيش العراقي يحشد قوّاته حول المدينة دون اقتحامها، الأمر الذي قرأ فيه مراقبون تردّد القيادة السياسية للبلاد بشأن حسم المعركة في الفلوجة لعلمها بكلفتها البشرية الباهظة التي ستضاعف من غضب العشائر على الحكومة وتقلب ضدها من اختاروا مساندتها في مواجهة مقاتلي "داعش"، ونشر الجيش العراقي مزيدا من الدبابات وقطع المدفعية حول الفلوجة بدءا من الثلاثاء وحاول زعماء محليون إقناع المسلحين بمغادرة المنطقة لتجنب هجوم متوقع يماثل الهجمات الأمريكية على نفس المدينة في عام 2004، ووصفت الأممالمتحدة الوضع الإنساني في الأنبار بأنه حرج. وقد أكد مبعوث الأممالمتحدة للعراق نيكولاي ملادينوف في بيان "أن الوضع في الفلوجة يبعث على القلق الشديد حيث بدأت مخزونات الغذاء والماء والأدوية الحيوية في النفاد".