أعرق شوارع منطقة وسط البلد بالقاهرة، يحلو الجلوس بين أعمدة جدرانه العريقة، ومر عليه قرابة ال700 عام، إنه باب اللوق، فما السر فى ذلك الاسم الغريب؟ قبل بناء السد العالي، كانت مياه الفيضان تغرق الكثير من مناطق القاهرة، ومنها منطقة وسط البلد وجاردن سيتي، ولكن شارع باب اللوق تميز بخصوبة تربته فى ذلك الوقت، فكان تتم زراعة الأرض فيه، لأنها كانت تشبه أراضى الصعيد فيما يعرف ب«الزراعة الشتوية»، بعدما تنحسر مياه الفيضان فى فصل الصيف. وتتعدد أسباب تسمية الشارع بهذا الاسم، ومنها رسالة الخليفة الأموى عبدالملك بن مروان، إلى واليه بالعراق الحجاج بن يوسف الثقفي، عندما أمره ألا تترك «لقا» ولا خقًا إلا زرعتُه، والخق هو الغدير إذا جفّ أو ما انخفض من الأرض، رأى آخر يقول إن الأرض كانت لينة، وكان يتم وضع البذور على سطحها، ثم يتم الضغط عليها بالخشب، وكان باب اللوق ليس شارعًا، بل كان منطقة تمتد من ميدان عابدين الحالى شرقًا، إلى المجرى الحالى للنيل غربًا، ومن حى المنيرة جنوبًا إلى شارع فؤاد 26 يوليو. وأنشأ السلطان نجم الدين أيوب قنطرة، ليعبر من منطقة باب اللوق إلى القلعة، وكان يجلس فى باب اللوق بعدما قام ببناء مكان وسماه المنظرة، ليرى فيه جمال الطبيعة فى ذلك الوقت، وبعد انتهاء الدولة الأيوبية، وحكم مصر المماليك، ألغى الظاهر بيبرس ميدان باب اللوق، وأنشأ ميدانًا آخر بالقرب منه، وهو ميدان التحرير حاليا، وجعله ميدانًا للفروسية. وأعاد الناصر محمد بن قلاوون قيمة ميدان باب اللوق، وجعله ميدانًا رئيسيًا، وألغى ما قام به بيبرس.