انتهت مؤخرا فعاليات مهرجان فرق نوادى المسرح، فى دورته ال27، وشهد تسابق 181 مشروعًا مسرحيًّا لفرق نوادى المسرح، وتم تصعيد 24 عرضًا مسرحيًا للمهرجان الختامي، على مسرح «أوبرا ملك» برمسيس. وفى الوقت نفسه، انتهت فعاليات الموسم المسرحى لعام 2017/ 2018، والذى شهد تسابق مختلف الأقاليم المسرحية لتقديم 102 عرض مسرحى لفرق الأقاليم، تم تصعيد 15 عرضًا مسرحيًا للمهرجان الختامى لفرق الأقاليم فى دورته ال 43. وعلى الرغم من نجاح المهرجانين، فإن توصيات لجان التحكيم ألقت الضوء على بعض الإشكاليات التى تواجه فنانى الثقافة الجماهيرية والحركة المسرحية بشكل خاص، وطرحت العديد من التساؤلات حول تقييم لجان التحكيم لهذه العروض، والتى تقدمت بالعشرات ليصعد منها القليل للمسابقة النهائية؛ حيث إن نسبة العروض المشاركة بالمهرجان الختامى لا تتجاوز نسبة 10٪ من إجمالى العروض التى تم عرضها. وما زالت المحاولات مستمرة للنهوض بالحركة المسرحية فى الثقافة الجماهيرية عبر مواسمها المختلفة، والتى لن تأتى سوى بمصاحبة حركة نقدية مثمرة قائمة على تبادل الآراء وتواصل حقيقى بين النقاد وفنانى ومريدى الأقاليم الثقافية، فبعيدًا عن التوصيات والملاحظات النقدية التى تكون فى أغلب الأوقات بداخل الأدراج، أو تظل سجينة أوراق الاعتماد أو درجات العروض دون تطبيقها بشكل عملى فى المواقع الثقافية، فهناك مئات التوصيات التى أوصى بها النقاد والمخرجون، ممن يجوبون الأقاليم من أجل النهوض بمسرح الثقافة الجماهيرية، وللأسف ما زالت هذه التوصيات تعاد وتعاد ولا شيء حقيقى على أرض الواقع. وفى الفترة الأخيرة، ظهرت بعض الطفرات التى دشنتها إدارة المسرح كورش اعتماد المخرجين، والتى تعد البنية الأولية فى اتجاه النهوض بالحركة المسرحية وتقديم مخرجين على دراية ودراسة كافية بجميع فنون المسرح من ديكور وإضاءة وأسس الإخراج، وتدريبات الممثل، ليكونوا سفراء فى مواقعهم، ويقدمون أعمالًا تعتمد على الدراسة العملية وليست الموهبة فقط. وكان ل «البوابة» حوار مع بعض النقاد والمحكمين خلال دورة هذا العام من مهرجان مسرح الثقافة الجماهيرية بشتى أنواعه، من شرائح الأقاليم والقصور والبيوت وحتى التجارب النوعية للنوادي، والذين تباينت آراؤهم حول العروض التى شاهدوها فى أكثر من موقع ثقافى فى شتى ربوع الجمهورية، وحول المشكلات التى فجروها والتى كان على رأسها افتقار تلك المواقع للمسارح المجهزة بشكل جيد، وبعض المواقع التى تخرج من نطاق الإقليم الخاص بها لتعرض بعيدًا فى نطاق المدينة، وهذه الإشكاليات الخاصة بالمكان، وبين الإشكاليات الفنية والمتعلقة بفنانى الأقاليم وعدم وضوح الرؤية والتدريب والجاهزية لإخراج عرض مسرحى يكون معبرًا عن روح الإقليم التابعة له، ومن ثم تغيير فى الحركة المسرحية للثقافة الجماهيرية