يعتبر الشيخ محمد صديق المنشاوي، أحد رواد مدرسة قراءة القرآن المصرية، التي نالت شهرتها في كل أنحاء العالم، فكل المستمعين للقرآن الكريم عبر موجات الإذاعة المصرية لا يغفل عن أصوات السماء: الحصري وعبد الباسط والمنشاوي وراغب غلوش والبهتيمي والشيخ محمد رفعت وغيرهم كثير، عرف بصوته الخاشع ولقب بصاحب الصوت الباكي، ذاع صيته ولقي قبولًا حسنًا لعذوبة صوته وجماله، إضافة إلى إتقانه لمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية. المنشاوي، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأربعاء، كان قد ولد في قرية المنشآة التابعة لحافظة سوهاج في 20 يناير من العام 1919، أتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، نشأ في أسرة قرآنية عريقة، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي هو الذي علمه فن قراءة القرآن الكريم، ويعتبر الأب صديق المنشاوي هو مؤسس المدرسة المنشاوية، التي نستطيع أن نقول أنها مدرسة منفردة بذاتها، أخذ منها الشيخ محمد أسلوبه وطوره بما يناسبه فصار علمًا من إعلام قراء القرآن، وقد استمد الشيخ محمد من تلك المدرسة الكثير الذي كان سببًا في نجاحه. وللشيخ المنشاوي تسجيل كامل للقرآن الكريم مرتلا، وله أيضا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي. تزوج مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهي تؤدي مناسك الحج قبل وفاته بعام. وفي عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفى، وقدر روى الشيخ لبعض المقربين منه أنه تعرض لمحاولة قتله بالسم من قبل بعض الحاقدين، وتعود الواقعة حين تمت دعوته بعد إحدى سهراته بعد تلاوة قرآنية، إلى العشاء، واوصى أحد الحاقدين الطباخ بأن يضع له السم في الطعام، ولكن الطباخ أخبر الشيخ، وطلب منه ألا يفشي سره. وعلى الرغم من وفاة المنشاوي في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 ه، الموافق 20 يونيو 1969م، إلا أنه ما زال متربعًا على عرش قراء القرآن في العالم إلى هذه اللحظة.