كثيرًا ما نكتب عن المناطق العشوائية التى تقع بالقرب من الأماكن الراقية التى يسكنها البشوات والبهوات فى قصور وفلل وعمارات فارهة تطل على النيل أو على شوارع متطورة، وتأتى العشوائيات خلفها بمسافات قليلة لا تتعدى الأمتار ما السبب فى ذلك؟ هل للتصميم الهندسى القديم الخاطئ الذى يدفع ضريبته الأجيال الحالية وما يعانيه أحفادهم من ظلم وفقر وجهل؟ ويأتى هنا دور الدولة والحكومة للنظر لمثل هذه المناطق والعمل على إصلاحها وتطويرها أو استبدالها إن لزم الأمر لو تعثر الإصلاح، وهذا حدث بالفعل فى مناطق كثيره كانت آخرهم «مثلث ماسبيرو». ومن ضمن المناطق العشوائية التى نالت القدر الكبير من التداول والوعود الزائفه بالإصلاح الحكومى لها وإدخالها ضمن مناطق التطوير مع المنح المقدمة من الداخل أو الخارج منطقة «الحوتية»، وتقع «الحوتية» فى إطار المناطق المستهدفة من قديم الأزل بسبب موقعها المتميز فهى تقع بين منطقتى المهندسين والعجوزة، خلف فندق نبيلة بميدان سفنكس وهى عبارة عن بيوت متهالكة مبنية بالطوب اللبن الكبير وتلتصق بعضها ببعض لا يكاد يخلو بيت منها من الشروخ والتصدعات، ومساحتها أربعة أفدنة تقريبًا، ويسكنها مالا يقل عن 5000 نسمة، وهى عبارة عن محيط دائرى بشارع جامعة الدول العربية يبدأ من «شارع أبو المحاسن وداير الناحية إلى أن ينتهى بشارع المحروقي، وشارع الحصرى»، أو كما يُطلق عليه شارع الفلوجة. وفى تصريح خاص ل«البوابة» قال اللواء جمال الشبكشى رئيس حى العجوزة إلى أنه سيتم تطوير منطقة الحوتية، التابعة لحى العجوزة، وأوضح أنه تم إدراج منطقة الحوتية فى وقت سابق تحت المناطق غير الآمنة، وذلك بالتنسيق مع صندوق تطوير العشوائيات، موضحًا أن الصندوق يختار كل عام عددًا من المناطق غير الآمنة لبدء تطويرها ومن المنتظر البدء فى وضع الخطة والتطوير فى أقرب وقت. وأشار الشبكى إلى أنه اجتمع فى وقت سابق منذ 6 أشهر، بعدد من المسئولين والأجهزة التنفيذية، المسئولة عن مشروع تطوير منطقة الحوتية، لوضع خطة التطوير والبدء فيها وذلك لأن المنطقة تعد واحدة من المناطق الشعبية التى تعانى من مشاكل فى الخدمات والبنية التحتية وتحتاج إلى تطوير، وبالفعل تم البدء فى تنفيذ عدد من المشروعات لكن أوقفتهم مشكلة الموازنه ومن المقرر أن يدخل المشروع ضمن منحة ستنهى جميع مشاكله. وتابع.. أعمال تطوير المناطق غير الآمنة تتم عن طريق إرسال استشاريين، لمعاينة وفحص جميع العقارات الموجودة بالمنطقة، على أن يتم إعادة هدم وبناء العقارات الآيلة للسقوط، والتى تهدد حياة المواطنين القاطنين بها. وأضاف رئيس الحي، أنه تم التوجيه بالبدء فى عمل قاعدة بيانات على الطبيعة بالمنطقة للوقوف على الاحتياجات الضرورية ومقترحات التطوير التى تسهم فى تحويلها إلى مكان آدمى لائق بمعيشة المواطنين وتتوافر به كل الخدمات المطلوبة لمعيشتهم، وتابع أن ذلك يأتى ضمن مخطط الدولة الهادف إلى تطوير المناطق العشوائية وتحويلها إلى كيان منظم تتوافر به كل مقومات الحياة والتى تليق بالمواطنين. يذكر أنه خلال جولات محرري صفحة «صوت الناس» فى منطقة العجوزة وبالتحديد بمنطقة الحوتية وجد أن المواطنين بالفعل يحتاجون إلى تطوير أماكنهم، ولكن مع البقاء فيها، دون حاجتهم للانتقال منها، قائلين: «الناس عاوزه تطوير، وهم فى نفس مكانهم». وفى جولة «البوابة» فى منطقة الحوتية التقت سيد محمد الذى يبلغ من العمر 60 عامًا قال «إحنا ما معندناش أى اعتراض على التطوير لكن مش ها نخرج من منطقتنا إحنا اتولدنا وعيشنا فيها وهنموت ومش هخرج منها غير بكفني». وتقول سميحة 40 عامًا، إحنا عندنا حجج وعقود ملكية لبيوتنا ومفيش قوة من الأرض تقدر تطلعنا منها فقالت الرسالة التى نريد أن نوصلها للحكومة أننا لدينا حجج ملكية لمنازلنا، ولو الحكومة عالوزه تخرجنا تقدر قيمة الأرض والمكان اللى بنسكنه اللى بنمتلك أوراق ملكيتها قدام القانون، ومفيش وضوح من كلام المسئولين هما عاوزين إيه بالظبط.